0 295

السؤال

يا شيخ أنا أحب ولدا، وأعشقه، وأموت فيه، ولا أستطيع أن أكرهه، والله إني حاولت أن أكرهه وأقول: عادي مثل أخي. لكن أقسم أني لم أقدر، وهو لا يعرف أني أحبه، وكلما تضايقت أسمع أغنية وأنا وحدي لا أحب أن أسمعه أبدا.
أريد أن تساعدني والله إني محتاجة للرد بسرعة، وإذا جاءني شيء يقول هو يغازل، أذهب، وأحاول أن أكرهه، وأكلم شبابا.
أريد أن تساعدني وأريد الرد بسرعة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله عز وجل لك العافية من داء العشق، وعليك أولا أن تتوبي إلى الله مما تسبب لك في الوقوع في هذا البلاء، والجئي إلى الله أن يصرف عن قبلك هذا التعلق، وحافظي على الفرائض وفي ذروتها الصلوات الخمس؛ فإنها عاصمة بإذن الله عن الوقوع فيما يكره الله، كما قال تعالى: اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون {العنكبوت:45}. وأقبلي على كتاب الله تلاوة وتدبرا، واستماعا؛ فإنه الشفاء لأدواء القلوب من العشق وغيره؛ قال سبحانه: يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين {يونس:57}. وأكثري من ذكر الله عز وجل، فالذكر حصن حصين يحرز العبد من وساوس الشيطان ونزغاته وإغوائه، واقطعي كل ما يذكرك بذاك الشاب، وإذا خطر ببالك فبادري باستغفار الله، والاستعاذة به كما قال تعالى: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم {فصلت:36}. ومتى امتلأ قلبك بمحبة الله وتعظيمه، والإخلاص له، فلن يكون فيه تعلق بغيره.

قال ابن القيم: فإن القلب إذا أخلص، وأخلص عمله لله لم يتمكن منه عشق الصور؛ فإنه إنما يتمكن من قلب فارغ، كما قال:

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلبا خاليا فتمكنا. اهـ. من الجواب الكافي . 

وننصحك بقراءة هذا الكتاب النفيس بتمعن، فإنه مرصد لعلاج هذا الداء الدوي.

وليس من علاج العشق الانتقال إلى علاقة محرمة مع شباب آخرين، فمن صنعت ذلك كانت كالمستجير من الرمضاء بالنار، وليس ذلك حلا لداء العشق البتة.

وراجعي للتفصيل في علاج العشق الفتوى رقم: 9360

والأغاني المشتملة على الموسيقى ونحوها محرمة، كما دلت على ذلك النصوص، كما بيناه في الفتوى رقم: 5282 .

 ومن التمس الراحة بالاستماع إلى ما يكره الله فلن يزيده ذلك إلا ضيقا ونكدا.

قال ابن القيم: إن حقيقة العبد روحه وقلبه، ولا صلاح لها إلا بإلهها الذي لا إله إلا هو، فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره وهي كادحة إليه كدحا فملاقيته، ولا بد لها من لقائه، ولا صلاح لها إلا بمحبتها وعبوديتها له، ورضاه وإكرامه لها، ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل لم يدم له ذلك. بل ينتقل من نوع إلى نوع، ومن شخص إلى شخص، ويتنعم بهذا في وقت ثم يتعذب به ولا بد في وقت آخر، وكثيرا ما يكون ذلك الذي يتنعم به ويلتذ به غير منعم له ولا ملذ، بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنده ويضره ذلك، وإنما يحصل له بملابسته من جنس ما يحصل للجرب من لذة الأظفار التي تحكه، فهي تدمي الجلد وتخرقه، وتزيد في ضرره، وهو يؤثر ذلك لما له في حكها من اللذة، وهكذا ما يتعذب به القلب من محبة غير الله هو عذاب عليه، ومضرة وألم في الحقيقة لا تزيد لذته على لذة حك الجرب .اهـ. من طريق الهجرتين.

وراجعي في وسائل إصلاح القلب وتقوية الإيمان الفتاوى أرقام: 10800 18074 142679 115527 136724

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة