السؤال
هل يجوز الدعاء بأن يكرمني الله بمصاحبة جني مسلم أستأنس به, ونتعاون على العبادة فقط, والاقتصار فقط على الدعاء تفاديا للوقوع في البدع والشركيات - والعياذ بالله - واللجوء فقط إلى الله, فهل من الممكن أن يكون دعائي مستجابا؟ خاصة أني متعلق بهذا جدا, ولا أريد الوقوع فيما يغضب الله, خاصة أني تأتيني نادرا هواتف وإلهامات في الخير, وأنا ملتزم - جزاكم الله خيرا -.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل هو إباحة الدعاء بالحصول على صديق مسلم, ولكن الأولى بالمسلم ترك التعلق بالجن, ولوكان ذلك في أمور يظهر أنها من أعمال الخير؛ لأن الجن في معظمهم أهل مكر وخداع وغدر للإنسان, فلا يأمنهم المسلم أن يمكروا به لشدة عداوتهم، قال الله تعالى: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا {فاطر:6}، ولأنه يصعب على الإنسان الحكم عليهم بالإسلام، أو الكفر، أو الصلاح، أو النفاق؛ لأن الحكم بذلك يكون بناء على معرفة تامة بخلقهم, ودينهم, والتزامهم, وتقواهم، وهذا لا يمكن الاستيثاق منه لانعدام مقاييس تحديد الصادقين والكاذبين منهم بالنسبة إلينا.
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفائه الراشدين، ولا الصحابة, ولا التابعين، أنهم صاحبوهم، أو استعانوا بهم.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: قال أحمد في رواية البرزاطي في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى والعزائم، أو يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم، ومنهم من يخدمه, قال: ما أحب لأحد أن يفعله، تركه أحب إلي.
والله أعلم.