السؤال
أنا متزوج, ولدي - والحمد الله - أربعة من البنين والبنات، ووضعي المادي أيسر حالا من بقية إخواني؛ لذلك فأنا أقوم بالصرف على أفراد الأسرة الكريمة المكونة من أمي، وشقيقاتي الثلاث, وأرسل لهم مصروفا شهريا بانتظام, وكذلك مستلزمات العيد وخلافه من مستلزمات المنزل بصفة عامة، ففي هذه الحالة: هل يجوز لي أن أخرج عنهم زكاة الفطر من مالي الخاص؟ وهل يجوز إعطاء هذه الزكاة لأخي المتزوج ذي الظروف الصعبة, لأساعده من فترة إلى فترة, فهو يعمل أعمالا حرة – صباغا - برزق اليوم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقاعدة في ذلك أن زكاة الفطر تابعة للنفقة، فكل من تلزمك نفقته فإنه تلزمك فطرته, وانظر الفتوى رقم: 127761.
وإن كانت نفقة أمك وأخواتك لا تلزمك, ومع ذلك أردت أن تخرجها عنهن إحسانا منك، فيشترط إذنهن بذلك؛ لأن نية إخراج الزكاة لا بد أن تكون ممن وجبت عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. رواه الشيخان, وانظر الفتوى رقم: 176607.
وأما إعطاؤك أخيك من زكاة الفطر، فإن كانت نفقته واجبة عليك فلا يجوز لك إعطاؤه من الزكاة؛ لأنه تسقط بذلك جزءا من النفقة الواجبة عليك لأخيك.
أما إن كانت نفقته لا تلزمك: فلا حرج في صرف الزكاة إليه، بل يستحب؛ لأنها تكون حينئذ صدقة وصلة رحم, مع وجوب مراعاة أن يكون ممن يستحق الزكاة, وانظر الفتوى رقم: 323137، والفتوى رقم: 139508.
ولمزيد الفائدة عن حكم النفقة على الأقارب وشروطها راجع الفتوى رقم: 44020، والفتوى رقم: 124760.
والله أعلم.