السؤال
هل إجابة الله أغلب دعاء العبد له دليل على حب الله له, وقبوله عبادته؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من علامات حب الله تعالى لعبده المؤمن ورضاه عنه كثرة إجابة دعائه, فقد جاء في الحديث القدسي: ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه. رواه البخاري.
وليس معنى ذلك أن كل من يستجيب الله تعالى دعاءه يحبه أو يرضى عنه؛ فقد يجيب سبحانه وتعالى دعوة الفاجر والكافر، وهو لا يحبهم ولا يرضى عنهم، وقد يكون ذلك استدراجا لهم؛ قال ابن القيم في إغاثة اللهفان: فليس كل من أجاب الله دعاءه يكون راضيا عنه, ولا محبا له, ولا راضيا بفعله, فإنه يجيب البر والفاجر والمؤمن والكافر. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: وأما إجابة السائلين فعام, فإن الله يجيب دعوة المضطر, ودعوة المظلوم وإن كان كافرا.
والحاصل: أن مجرد إجابة الدعاء ليس دليلا قطعيا على حب الله تعالى للداعي؛ ولكنها من علامات حب الله للمؤمن المطيع.
والله أعلم.