السؤال
أنا شاب مقبل على الزواج، فكيف أجعل هذا الزواج خالصا لله ومقويا لعلاقتي بربي لا موهنا لها وشاغلا لها بأعراض الدنيا؟ وكيف أوفق بين دنياي وآخرتي في هذا الزواج؟ وشكر الله سعيكم.
أنا شاب مقبل على الزواج، فكيف أجعل هذا الزواج خالصا لله ومقويا لعلاقتي بربي لا موهنا لها وشاغلا لها بأعراض الدنيا؟ وكيف أوفق بين دنياي وآخرتي في هذا الزواج؟ وشكر الله سعيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن يريد أن يؤجر ويعظم أجره في الزواج وما يترتب عليه، فعليه أن يخلص النية لله تعالى ويقصد مرضاته، فإن النية تجعل المباح عبادة يؤجر العبد عليها، قال النووي: وفيه أن المباح إذا قصد به وجه الله تعالى صار طاعة ويثاب عليه وقد نبه صلى الله عليه وسلم على هذا بقوله صلى الله عليه وسلم: حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك.... ويتضمن ذلك أن الإنسان إذا فعل شيئا أصله على الإباحة وقصد به وجه الله تعالى يثاب عليه، وذلك كالأكل بنية التقوي على طاعة الله تعالى، والنوم للاستراحة ليقوم إلى العبادة نشيطا، والاستمتاع بزوجته وجاريته، ليكف نفسه وبصره ونحوهما عن الحرام وليقضي حقها وليحصل ولدا صالحا، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: وفي بضع أحدكم صدقة.
فإذا قصدت بالزواج امتثال الشرع وإعفاف نفسك وطلب الولد الصالح كان ذلك عملا صالحا تؤجر عليه ـ بإذن الله ـ وعند اختيار الزوجة تمتثل قول النبي صلى الله عليه وسلم:... فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وبعد الزواج تؤدي حق زوجتك وتعاشرها بالمعروف وتحسن صحبتها، وتتعاون معها على طاعة الله عز وجل، وعليك أن توازن بين واجباتك وتعطي كل ذي حق حقه، ففي الحديث الذي رواه البخاري: قال سلمان الفارسي لأبي الدرداء: إن لنفسك عليك حقا، ولربك عليك حقا، ولضيفك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك، فقال له صدق سلمان.
واعلم أن القيام بواجبات الزوجة والأولاد والإحسان إليهم، من العبادات التي يحبها الله ويثيب عليها ثوابا عظيما، فقد ورد في الشرع أن أجر النفقة على الأهل من أعظم الأجور، فعن أبي هريرة عن النبي قال: دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك. صحيح مسلم.
بل إن الجماع مما يؤجر عليه العبد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:... وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر. صحيح مسلم.
كما أن الإحسان في معاملة الأهل، من حسن الخلق، وهو من أفضل الأعمال عند الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
بل إن الخلق الحسن يوصل العبد لما قد يدركه بالعبادات الشاقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. رواه أبو داود، وصححه الألباني.
والله أعلم.