السؤال
أنا امرأة كثيرة الشك في العبادات - في الطهارة، والصلاة، بل حتى في العمرة أشك بعد انقضائها في صحتها - لتدقيقي وتكلفي في أشياء قد تكون عادية، لكن يهولها الشيطان في عيني, وأنا أيضا كثيرة النسيان، ولم أكن هكذا من قبل - والحمد لله على كل حال، وأسأل الله العافية - وسؤالي يتعلق بقضائي للأيام التي أفطرتها في رمضان الماضي, فأرجو الإسراع بالرد علي حتى أقضي إن كان يلزمني القضاء، فقد كنت قيدت في جوالي رسالتين للتذكير بالقضاء: الأولى فيها تنبيه لي لأقضي الأيام 2و3و6 احتياطا واليوم 11, وفي الأخرى تنبيه لي لقضاء الأيام التي أفطرتها بسبب الدورة الشهرية، وهي الأيام من 12إلى 18, فسبب القضاء في الثانية هو الدورة الشهرية، وأما الأولى فسبب الاحتياط في القضاء هو أني كنت أشعر فيها بضغط على منطقة الرحم تصحبه شهوة خفيفة جدا لا أريدها، ولا تثيرني، لكنها فوق طاقتي، وبلا إرادة مني، فأجد بعد ذلك إفرازات لزجة شفافة, أو تميل قليلا للصفرة الفاتحة جدا لكن لا يحصل لي فتور البدن الذي يحصل في الاحتلام ونحوه، ولا أجد شدة الشهوة ونحو هذا؛ لذلك أشكل الأمر علي هل هو مذي أو مني, ومع ذلك أكملت صيامي ولم أقطعه, وقيدت في جوالي تواريخ تلك الأيام لأقضيها، وأما اليوم الحادي عشر فلا أذكر هل السبب هو هذا أم أني أردت قضاءه لصفرة نزلت قبل خروج الحيض، فإن الدورة أتتني في اليوم التالي وهو الثاني عشر, وأنا لا أتذكر ما هو السبب, لكني لم أجعل التنبيه على قضاء هذا اليوم في الرسالة التي تخص أيام الدورة، وأظن أن السبب في قضاء هذا اليوم ليس متعلقا بالدورة, وأنا متأكدة أني بدأت القضاء, فأنا غالبا لا أؤخره، بل لا أصوم نفلا إلا بعد القضاء، وأذكر أني كنت أحسب أيام القضاء وأعد ما أتممت منها؛ وذلك لأتمكن من صيام عرفة، وعاشوراء, ومع ذلك أصابني الشك هل أكملت القضاء كله أم لا, مع أني قد صمت تطوعا، وصمت لأمور أخرى، ولا أظن بنفسي أني أفعل ذلك إلا بعد انتهائي من القضاء الذي علي من رمضان, فما حكم هذا الشك هل ألتفت له أم أبني على ما يغلب على ظني من أني قد أكملت الصيام وأنهيته؟ وأنا لا أذكر هل صمت الأيام الأربعة التي ذكرت سابقا ثم أتبعتها بقضاء ما أفطرته بسبب الدورة الشهرية أم لا؟ وأظن أني بدأت بصيام الأيام التي أفطرتها بسبب الدورة دون التي قبلها؛ لأني لم أكن متأكدة من حكمها، ولست متأكدة جدا من القضاء أو عدمه, فما الحكم؟ وهل يلزمني قضاء تلك الأيام بعد أن بينت لكم سبب احتياطي في قضائها؟ وهل يجوز لي أن أقضيها الآن - حتى لو كنت قضيتها من قبل قطعا للشك -؟ ولا يخفى عليكم أن أيام الدورة - كما ذكرت - تبدأ من اليوم 12, وأما تلك الأربعة فهي تبدأ من اليوم الثاني وأنا بدأت القضاء من يوم الثاني عشر, فهل يصح أن أعود وأقضي ما قبلها إن كان يلزمني؟ أم يجب أن أعود فأقضي الأيام كلها مرتبة من اليوم الثاني حتى 18 مراعاة للترتيب؟
جزاكم الله خيرا على صبركم وسعة صدوركم.