السؤال
إذا مات الإنسان وعليه حقوق للآخرين (أموال أو أعراض) ومنعه الحياء أن يستحلهم أو أن يعيد إليهم حقوقهم لأنه لايعرف مكانهم الآن. فهل يستوفون ذلك من حسناته يوم القيامة كما يشاءون؟ أم أن هناك معيارا لحجم هذا الحق المستوفى وقدره؟ أم أن هناك من القربات والطاعات في الدنيا ما يجعل الله سبحانه وتعالى يتحمل عنا تلك الحقوق؟... وجزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. رواه البخاري.
وهذا الحديث يدل على أن من لم يتحلل من ظلم أخيه فإنه يبقى عليه إلى يوم القيامة ليستوفي المظلوم من حسناته.
ومعلوم أن من شرط التوبة إذا كان الذنب متعلقا بحق العباد إرجاع الحق إليهم، والتحلل من مظلمتهم.
فإن تاب العبد فيما بينه وبين ربه، بقيت مظلمة الخلق، وإذا كان الإنسان لا يعرف مكان المظلوم، فالواجب أن يخرج من ماله ما يساوي الحق الذي عليه، ويجعله صدقة باسم من ظلمه، لعل الله أن يتجاوز عنه، وأن يرضي المظلوم بذلك.
وعلى أقارب هذا الميت أن يخرجوا ما علموا من هذه الحقوق من تركته، قبل تقسيمها، إذ قضاء دين الميت مقدم على حق الورثة.
والله أعلم.