السؤال
ما حكم قول: "اللهم عليك بهم، فإنهم لا يعجزونك"؟ وهل تجوز مخاطبة الله عز وجل بهذه الطريقة عند قولنا: "فإنهم لا يعجزونك"؟ فكأنني أقول ـ تعالى الله عن التشبيه، حيث أريد أن أوضح سؤالي ـ لأخي على من اعتدى عليه: "اضربه، فإنه لا يطيق دفعك" حيث قد يخشى المعتدي لو لم أقل: "إنه لا يطيق دفعك"، وإذا جاز استعمالها، فنرجو الإتيان بقرائن من القرآن، أو السنة، أو غيرهما - إن وجد - أو التفصيل في إيضاحها.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مثل هذه العبارة لا نعلم ما يمنع منها، فإن الله تعالى أخبر عن نفسه أن لا يعجزه شيء، ووصف أعداءه بأنهم لا يعجزونه، كما قال تعالى: أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا {فاطر:44}.
وقال تعالى: فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين {الزمر:51}.
وقال تعالى: وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير {الشورى:31}.
وفي هذا الدعاء توسل إلى الله تعالى بصفته، فكأن الداعي يقول: اللهم عليك بهم فإنك أنت القوي القادر"" وقد كثر ذكر هذه العبارة في كلام أهل العلم, كالعلامة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -.
والله أعلم.