السؤال
ما حكم الدين في شخص ذهب إلى العمرة مرتين متتاليتين، ودعا الله بالتفقه في الدين، واستجيبت دعوته، ثم زنا مرتين، أيغفر الله له بعد ذلك؟ وما السبيل للخلاص من هذه العادة؟ أفيدوني، يرحمكم الله.
ما حكم الدين في شخص ذهب إلى العمرة مرتين متتاليتين، ودعا الله بالتفقه في الدين، واستجيبت دعوته، ثم زنا مرتين، أيغفر الله له بعد ذلك؟ وما السبيل للخلاص من هذه العادة؟ أفيدوني، يرحمكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الزنا كبيرة من الكبائر العظام، سماها الباري فاحشة قال تعالى: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا {الإسراء:32}، وقد قرن الكلام عن الزنا بالكلام عن الشرك وقتل النفس، وذلك في الحديث عن صفات عباد الرحمن قال تعالى: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما {الفرقان: 68 -70}.
فتب إلى مولاك توبة نصوحا من تلك الكبيرة العظيمة، واندم على فعلها، ومن تاب تاب الله عليه، قال تعالى: ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم {التوبة:104}، وقال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون {الزمر:54}.
والذي يحفظ المؤمن من الوقوع في الحرام أن يسد على الشيطان مجاريه، ويقطع عليه حبائله قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر {النور:21}.
وعليك بغض البصر، فإن البصر بريد الزنا، وعدم الخلوة بغير محارمك، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما.
والله أعلم.