السؤال
الفرصة متاحة لي لأتعلم العلم الشرعي، لكن أخاف أن يتسرب الرياء إلى قلبي، وما أظنني منه ببعيدة، وأعلم أن ترك العمل من أجل الناس رياء، لكن إذا أنا أقدمت على تعلمه، ستسود الدنيا في وجهي؛ لأني لا أعلم هل أخلصت فيه أم لا؟ وقد أقنط من رحمة الله عند موتي بسبب هذا، ونفسي كانت تأمرني أصلا أن أرائي وأتوب بعدها، لما علمت أن الله يغفر الشرك لمن تاب، مع أني لا أضمن التوبة، ولا أدري هل هذه وسوسة أم لا؟ لكني في مرة بكيت كثيرا بسبب هذا الموضوع، وقد تسبب ذلك في اختلال صحتي، ونفسيتي، حتى فكرت في الانتحار، وتسببت في حزن أبي وأمي علي.
ما الحكم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نقطع به أنك مصابة بالوسوسة، والذي ننصحك به هو أن تعرضي عن الوساوس، وألا تلتفتي إليها ولا تعيريها اهتماما. واجتهدي في طاعة الله ما أمكنك، سائلة إياه الإخلاص، راجية منه العون، مجتهدة في دفع أسباب الرياء عن نفسك، واحرصي على طلب العلم ما أتيحت لك فرصته، واعلمي أن طلب العلم يعين على التخلص من الرياء ودفعه بإذن الله لا العكس، ولا علاج لك إلا أن تطردي عنك هذه الوساوس وتعيشي بصورة طبيعية، واعلمي أن هذه الأفكار وتلك الخواطر إنما هي من كيد الشيطان لك ومكره بك يريد بها أن يصرفك عن العبادة، ويصدك عن الخير، ويحول بينك وبين ما ينفعك، فلا تمكنيه من نفسك، وامضي في طريق الطاعة غير آبهة بهذه الوساوس، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.