السؤال
الحديث :علموا أبناؤكم السباحة والرماية وركوب الخيل هل هذا الحديث صحيح أم ضعيف ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أورد هذا الأثر صاحب كتاب كنز العمال عن مكحول أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الشام: أن علموا أولادكم السباحة والرمي والفروسية. ونسبه إلى كتاب "القراب في فضائل الرمي"
وكذا ذكره المناوي في "فيض القدير" ولم يحكم عليه واحد منهما بصحة أو ضعف.
ومما ورد في معناه من الأحاديث المرفوعة ما ذكره السيوطي في الجامع الصغير؛ وهما حديثان: أحدهما بلفظ: علموا أبناءكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل.
والآخر بلفظ: علموا أبناءكم السباحة والرمي، والمرأة المغزل.
إلا أن الشيخ الألباني قد قال عن الأول إنه ضعيف، وعن الثاني إنه ضعيف جدا.
وقد ورد الأمر بتعلم الرمي في حديث صحيح رواه البخاري عن سلمه بن الأكوع رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا. وفي صحيح مسلم عن أبي علي ثمامة بن شفي أنه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي.
وورد في فضل الخيل ما رواه البخاري ومسلم عن عروة البارقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.
وورد في تعلم السباحة ما رواه الطبراني والنسائي وصحح الألباني إسناده كما في صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو لهو ولعب إلا أربع: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشيه بين الغرضين، وتعليم الرجل السباحة.
والله أعلم.