الحذر من وساوس الطهارة والعقيدة لأنها تفسد على المرء دينه ودنياه

0 287

السؤال

أنا شكاك أو مصاب بالوسواس القهرى: منذ زمن طويل وأنا مصاب بسلس الريح، وعندما بدأت أحاول أن ألتزم بالصلاة بدأت عندي وساوس العقيدة والطهارة وغيرها، ولما علمت أن هناك تشريعا خاصا لسلس الريح من موقعكم علمت أيضا أن هناك أنواعا أخرى من السلس كالبول والغائط، ومن شدة قلقي وتفكيري في الموضوع أصبحت أركز فأدركت أنني أصبت بهما، والآن أعاني معاناة رهيبة عند كل وضوء، فبعد الاستنجاء من الغائط أركز كثيرا، وأحس أنه خرج مني شيء، فأنتظر من ربع إلى نصف ساعة، وأستنجي مرة أخرى بمنديل فأجد أثرا قليلا جدا من النجاسة في الدبر، فهل هذا نجس؟ و بعد الاستنجاء مباشرة للمرة الثانية يزداد، ولا أعلم إن كان لي حكم صاحب السلس أم لا؟ أضع مناديل ورقية على الذكر وأخرى على مكان الدبر، فهل هذه الصفة كافية؟ أفعل هذا ثلاث مرات في كل وضوء، أخاف على ديني وعلى نفسي، ولا أدري إن كانت صلواتي صحيحة أم لا؟ في رمضان لم أقرأ سوى ثلاثة أجزاء تقريبا، لا خشوع في الصلاه إلا نادرا، ولا تركيز في أي شيء سوى السلس والطهارة والوساوس في الطهارة والعقيدة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالحكم بكونك صاحب سلس أم لا ينبني على معرفة استمرار الخارج منك, وقد بينا ضابط السلس في الفتوى رقم: 195339، بما يغني عن الإعادة هنا فانظرها.

فإن وجدت أنه يصدق عليك ذلك الضابط فأنت صاحب سلس، وتجري عليك أحكامه التي ذكرناها، وإن وجدت أنه لا يصدق عليك ذلك الضابط فلست بصاحب سلس ولا تجري عليك أحكامه.

ووجود لون النجاسة عند منطقة الدبر يدل على بقائها، وأنه لم يحصل الاستنجاء المطلوب، فيجب تطهير المحل، ونحن نظن أن ما تجده من المعاناة المذكورة إنما هو بسبب تلك الوساوس فيما يظهر لنا, والبقاء في الحمام إلى نصف ساعة، أو أكثر ووضع مناديل على القبل والدبر ثلاث مرات في الوضوء الواحد، كل هذا لم يأمرك به الشرع، ولا سبيل إلى الخلاص مما أنت فيه إلا بعدم الالتفات إلى تلك الوساوس والإعراض عنها بالكلية وقطع دابرها، فإذا قضيت حاجتك فاستنج جيدا ثم لا تلتفت بعد ذلك إلى تلك الوساوس ولا تفتش، وقم من مكانك وتوضأ وصل، ثم اصرف تفكيرك عن موضوع السلس وصحة الصلاة وأشغله بشيء آخر, وكذا إذا جاءتك الوساوس في أمور العقيدة، فلا تلتفت إليها واستعذ بالله تعالى، وما دمت تكرهها وتخاف على إيمانك منها، فهذا دليل على إيمانك وأنت على خير ـ إن شاء الله تعالى  ـ

وقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى في كيفية علاج الوسواس القهري، وهي برقم: 3086، فإذا عملت بما ذكرناه فيها فإنك ستشفى بإذن الله تعالى, وكذا أصدرنا عدة فتاوى عن الوساوس في العقيدة وكيفية علاجها، فانظر الفتويين رقم: 193915، ورقم: 213400.

والله أعلم.
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات