السؤال
أبلغ من العمر 18 عاما وشهرا، بلغت منذ ثلاثة أعوام، وبصفتي شاب كأي شاب أمارس العادة السرية ـ كأغلب الشباب ـ مع العلم أنه كلما تقدم بي السن أقلل منها وأخاف الله، لأنني أحفظ بعض آيات القرآن، وقليل من الأحاديث، وأعلم أن كل بني آدم خطاء، وليس هناك أفضل من الأنبياء، ونبي الله يوسف كاد أن يقع فيه وهو شاب، وسؤالي هو: في العام الماضي وأنا صائم فتحت المواقع الإباحية بعد صلاة الفجر مباشرة، ومارست العادة السرية واغتسلت صباحا وأتممت صيامي ولم أسأل أحدا، ومنذ أيام لمحت في كلام بعض الشباب أن من يمارسها عليه قضاء اليوم بعد رمضان، وها أنا اليوم أقع في نفس الخطأ في الصيام وأمارسها مرة أخرى في الصيام، وقرأت في الصفحه أنها تبطل اليوم، ولم أكن أعلم بذلك، فهل أكمل صوم ذلك اليوم؟ أم أفطر؟ وهل علي قضاء، مع العلم أنني سأغتسل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالعادة السرية محرمة، كما بيناه في عدة فتاوى، وتلزمك التوبة منها، وننصحك وأنت في أول شبابك بأن لا تسود صفحتك بالذنوب والمعاصي، وأن تملأها بطاعة الله تعالى، فإن مرحلة الشباب من أهم مراحل العمر وستسأل عنها يوم القيامة، ففي الحديث الصحيح: لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟. رواه الترمذي.
وأما عن حكم صيامك مع الاستمناء: فإذا استمنيت في صيام رمضان، فإنه لا يجوز لك الفطر، بل الواجب عليك الإمساك وإكمال بقية اليوم, وأما السؤال عما إذا كان يلزمك القضاء: فجوابه: أن العادة السرية يفسد بها الصيام إذا حصل بها إنزال، وبالتالي فيلزمك القضاء، إذ الظاهر من السؤال أنك كنت عالما بحرمتها, وأما لو كنت تجهل أن العادة السرية محرمة، فإن صيامك صحيح في المفتى به عندنا، والأحوط أن تقضيه، وانظر الفتوى رقم: 140342، عن حكم من استمنى في رمضان وهو يعلم بحرمته ويجهل أنه مفطر.
والله أعلم.