العذر بالجهل في المسائل الخفية

0 244

السؤال

أنا صاحبة الفتوى رقم: 2420189، أشكركم على جهدكم في إجابتكم على الاستفسارات وإيضاح كل الأمور، بعد ما قرأت إجابتكم على سؤالي مع الشكر الجزيل لكم، فإنني أحتاج تفسيرا أكثر، في البداية: أنا لم أقرأ أي كلام شركي أبدا ولم أحاول البحث عنه أبدا، ولم أتطرق له ولم يحدث أبدا أن كان هناك اتصال بالجن ـ لا أعرف هذه الأمور مطلقا ـ وبما أنني وقعت في الشرك الأصغر للأسف بجهلي فإنني أستغفر الله دائما، فهل يغفر الله لي وقوعي في الشرك الأصغر، لأنني وقعت فيه بجهل؟ وكيف أعرف أن الله غفر لي؟ والله العظيم إنني نادمة أشد الندم وكنت في غنى عن الوقوع في الشرك الأصغر بسبب شخص، فهل هذه الكلمات التي رددتها على الماء أثرت على الشخص الذي شربه وأثرت على حياته؟ وكانت فقط هدوءا، وعشقا، وحبا، دون نفث، أو عقد، أو كلام شركي؟ أم لم يكن لها أي تأثير؟ وهل إذا اتهمني أحدهم بذلك وطلب مني أن أحلف يمينا على أنني لم أعمل السحر لهذا الشخص، أحلف دون الخوف من أن يكون يمينا كاذبة؟ وهذا الذنب سأجعله سرا بيني وبين الله، وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنحن لم نقولك شيئا لم تقوليه، ولكنك قد قلت في سؤالك السابق: ولكني بدأت القراءة حتى وصلت لأمور السحر التي لم تكن لدي أدنى فكرة عنها، وراجعي قولك في الفتوى رقم: 215398.

ولذلك نصحناك بالتوبة من قراءة المقالات التي تعلم السحر، ولم نذكر أنك على اتصال بالجن، ونحن نحمد لك استغفارك مما وقعت فيه من الشرك الأصغر، وإن كان عن جهل منك، فإن هذا من علامة التوبة الصادقة، والبعد عن الشرك ووسائله، فلا تحملي هما بعد التوبة والندم والاستغفار، فإن الله يغفر الذنوب جميعا وإن كانت شركا أكبر إذا تاب العبد إليه وأناب، ومن وقع في الشرك الأصغر جاهلا فإنه يعذر بجهله لخفائه، ولأن الأصل أن الله لا يؤاخذ أحدا على ذنب حتى تبلغه الحجة، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: إن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف ـ من أنواع السحر ـ فلا يكون حتى يعرف، وأما أصول الدين التي أوضحها الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن، فمن بلغه فقد بلغته الحجة. انتهى.

وأما عن هذه الكلمات: فقد سبق أن ذكرنا أنها إن لم يكن فيها استعانة بالجن ونفث بالكلمات الشركية فلا أثر لها على هذا الشخص، وإنما قد يكون ذلك من باب الاتفاق، أي وافق تغير هذا الشخص زمن ترديدك لهذه الكلمات في هذا الماء وشربه له.

وأما عن حلفك إذا ما سألك أحد عن براءتك من السحر، فلك أن تحلفي له إن لم تكوني قد فعلت شيئا كما ذكرت في سؤالك، وتكونين بذلك صادقة بارة في حلفك، ومما لا شك فيه أن الأصل للعبد أن يستر على نفسه مما وقع فيه من الذنوب كما قال صلى الله عليه وسلم: من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه مالك في الموطأ.

وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى رقم: 158289.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة