السؤال
سأقوم بشرح حالتي، وأرجو من الله أن أوفق في عرضها واستيفاء جميع جوانبها.
أعيش في بلد يمر بظروف اقتصادية صعبة, وأصبح البحث عن لقمة العيش هو الشغل الشاغل لجميع أفراد المجتمع خاصة الشباب, الحمد الله، قد من الله علي بوظيفة مستقرة، ولكني كنت أدعو الله بأن يفتح علي المزيد من أبواب رزقه. والحمد لله تم ذلك, وهداني الله للعمل في مجال البرمجيات في أوقات الفراغ, حيث أقوم بعمل برامج من تصميمي وكتابتي, وكنت قبل أن أبدأ في هذا العمل قد قرأت العديد من الفتاوى التي تحدد ضوابط العمل في مثل هذا المجال, مثل العمل في المجال المباح, وتجنب البرامج المنسوخة. ففكرت بمراعاة مجال العمل بألا يكون في أمر محرم, وكذلك تجنبت البرامج المنسوخة حتى لا يتم التعدي على حقوق الآخرين, وقمت بتحميل برامج (مجانية) تعينني على العمل, ولكن في أحد البرامج وبعد أن قمت بتحميله مجانا من الإنترنت, طالبني بتفعيل النسخة من خلال إدخال بعض المعلومات مثل الاسم، ورقم البريد، والدولة, ولكنني لم أجد اسم دولتي في القائمة (فنحن نتعرض للمقاطعة من الولايات المتحدة), فقمت بذكر اسم دولة أخرى حتى يتم التفعيل, ولكن الأمر لا زال مشتبها في قلبي, هل ما فعلته حرام؟ هل لا يجوز لي استخدام البرنامج, وهل ما اكتسبته فيه شبهة, فقد كانت تدور برأسي هذه التساؤلات ورغم ذلك استلمت المبلغ، ولكنني لم أتصرف فيه بعد. كنت أقوم بطمأنة نفسي بأن البرنامج في الأصل مجاني, ولا ضرر على المالك طالما أنني قمت بتحميله مباشرة من موقعه الإلكتروني, وجاءتني فكرة أن أسافر لإحدى الدول وأقوم بالتفعيل من هناك ولكن الأمر فيه مشقة, ولكن لا يزال لدي شيء في قلبي, وكل هذه الأشياء قلبت فرحتي بهذا العمل إلى هم وغم، ولا أدرى ما السبيل إلى الخلاص.
هل ما قمت به صحيح ولا ضرر فيه, وهل أواصل في هذا العمل أم أتوقف؟ وما حكم المال المكتسب من هذا العمل؟ وهل يجوز استخدام البرامج التي بها شروط تمنع استخدام البعض لها(كمنع دول معينة من الاستفادة منها) حتى ولو كانت مجانية؟
وإذا كان هذا العمل باستخدام البرامج المجانية(بالصورة أعلاه) مباحا, هل يجوز لي العمل مع شريك يستخدم برامج منسوخة, كأن نشترك معا في عمل تطبيق، فأقوم بعمل جزئيتي الخاصة باستخدام برامجي المجانية، ويقوم هو بعمل جزئيته باستخدام برامجه المنسوخة, هل يكون نصيبي من المبلغ حلالا؟
أخيرا هل أقوم بالبحث والتمحيص في كل باب يفتحه الله لي, أم أعتبره رزقا ساقه الله لي وأعمل بقاعدة قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)؟
وجزاكم الله خيرا.