السؤال
قرأت في كتاب السيرة النبوية ـ الرحيق المختوم ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ذاهبا إلى سماع عرس قبل البعث فضرب الله على أذنه فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثه يشاهد العرس؟ كما قرأت أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمح للأحباش بالرقص داخل المسجد النبوي الشريف، فهل كان رقصا؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أما بعد:
فإنه لم يثبت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شاهد العرس قبل البعثة بمكة، والقصة التي ذكرها الشيخ المباركفوري في الرحيق المختوم ضعيفة السند، فقد ضعفها الحافظ ابن كثير في تاريخه البداية والنهاية: 2ـ 287، حيث قال: وهذا حديث غريب جدا.
وضعفها الشيخ الألباني في كتابيه فقه السيرة للغزالي ص: 73ـ وكتاب دفاع عن الحديث النبوي ص: 13ـ فأغنى ذلك عن تأويلها والحمد لله.
وأما حادثة لعب الأحباش بالحراب في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم: فقد ثبتت في صحيح البخاري ومسلم، ولكنه لم يكن رقصا بالمعنى المتبادر من الرقص في زماننا، بل كان هزا للحراب وتدربا على الجهاد، كما بيناه في الفتوى رقم: 160881.
وقد قال الأبي رحمه الله: وحمل العلماء حديث رقص الحبشة على الوثب بسلاحهم، ولعبهم بحرابهم، ليوافق ما جاء في رواية: يلعبون عند رسول الله بحرابهم.
ولمزيد فائدة بإمكانك الوقوف على معنى الرقص وحكمه في الفتويين رقم: 1258، ورقم: 134103.
والله أعلم.