السؤال
ما صحة هذين الحديثين: لأن تسعى في حاجة أخيك خير من اعتكاف أربعين سنة عند الحجر الأسود ـ لأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا؟.
ما صحة هذين الحديثين: لأن تسعى في حاجة أخيك خير من اعتكاف أربعين سنة عند الحجر الأسود ـ لأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نجد هذين الحديثين بالألفاظ المذكورة، وقد أورد المنذري في الترغيب والترهيب حديث ابن عباس مرفوعا: من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين ـ وقال: رواه الطبراني في الأوسط، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد ـ إلا أنه قال: لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجته ـ وأشار بأصبعه ـ أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين. اهـ.
وضعفه العراقي في تخريج الإحياء، والفتني في تذكرة الموضوعات، والألباني في السلسلة الضعيفة.
وسئل الشيخ ابن باز عن شرح حديث: لأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا ـ فقال: هذا الحديث لا أعرف صحته، ولكن يغني عنه ويكفي عنه ما رواه الشيخان في الصحيحين عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ـ وفي الصحيح من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ـ فهذا يكفي عن ذلك الحديث الغير معروف.... اهـ.
وراجع في بيان فضل قضاء حوائج المسلمين وإيصال النفع لهم الفتوى رقم: 129815.
والله أعلم.