السؤال
هل يجوز لرجل بالغ أن ينام مع أمه في نفس السرير بحجة أنه لا يرى أمه إلا مرات معدودة؟ نظرا إلى السكن في بلاد أخرى؟ وبارك الله فيكم؟.
هل يجوز لرجل بالغ أن ينام مع أمه في نفس السرير بحجة أنه لا يرى أمه إلا مرات معدودة؟ نظرا إلى السكن في بلاد أخرى؟ وبارك الله فيكم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان السرير واسعا جاز للرجل البالغ أن ينام فيه مع أمه إذا كانا غير متلاصقين ـ متفرقين فيه ـ بحيث يكون لكل منهما مضجعه ولباسه الخاص، ولو كان الغطاء واحدا، جاء في حاشية الطحطاوي الحنفي على مراقي الفلاح: يجب التفريق بينه وبين أخيه وأخته وأمه وأبيه في المضجع، لقوله عليه السلام، أما النوم بالمجاورة مع ستر كل عورته بساتر يخصه ولو كان الغطاء واحدا فلا مانع. اهـ
وجاء في حاشية الشوبري على أسنى المطالب في الفقه الشافعي: التفريق في المضاجع يصدق بطريقين أن يكون لكل منهما فراش وأن يكونا في فراش واحد، ولكن متفرقين غير متلاصقين.
أما إذا كان السرير ضيقا بحيث يكونان متلاصقين فيه فإنه لا يجوز للرجل البالغ أن ينام فيه مع أمه. ولا يبرر ذلك كونه يغيب عنها طويلا، فقد نص أهل العلم على التفريق بين الذكور والإناث بعد بلوغ سن العاشرة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وجاء في رد المحتار لابن عابدين الحنفي: إذا بلغ الصبي عشرا لا ينام مع أمه وأخته وامرأة إلا امرأته.
وفي حاشية العدوي المالكي: وأما رجل وأنثى فلا شك في حرمة تلاصقهما تحت لحاف ولو بغير عورة، ولو من فوق حائل حيث كانا بالغين أو الرجل أو الأنثى مع مناهزة الذكر، لأن المناهز كالكبير.
والحاصل أنه يجوز للرجل أن ينام مع أمه في سرير واحد إذا كانا متفرقين، ولا يجوز إذا كانا متلاصقين.
والله أعلم.