السؤال
هل الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل لإبليس أم للجن والشياطين دون إبليس؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم عامة للإنس والجن، وجميع الخلائق، ففرض عليهم جميعا أن يؤمنوا به صلوات الله عليه، ودلائل هذا كثيرة جدا.
قال الطحاوي في عقيدته: وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى، بالحق والهدى، وبالنور والضياء. انتهى.
وقد قال الله تعالى: تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا {الفرقان:1}.
قال القرطبي نقلا عن الفراء وأبي عبيدة: العالم عبارة عمن يعقل، وهم أربعة أمم: الإنس، والجن، والملائكة، والشياطين. انتهى.
وقال السفاريني في لوامع الأنوار البهية: ((و)) الثالثة: أنه سبحانه وتعالى خص نبيه - صلى الله عليه وسلم - بـ ((بعثه)) نبيا ورسولا ((لسائر)) أي: جميع ((الأنام)) كسحاب، الخلق من الإنس والجن بالإجماع، واختلف في إرساله إلى الملائكة على قولين أحدهما: أنه لم يكن مرسلا إليهم.... والقول الثاني بأنه صلى الله عليه وسلم - مبعوث إلى الملائكة أيضا، ورجحه الجلال السيوطي في الخصائص، والسبكي قبله، وزاد: أنه - صلى الله عليه وسلم - مرسل إلى جميع الأنبياء والأمم السابقة، وزعم أن قوله - صلى الله عليه وسلم: بعثت للناس كافة ، شامل لهم من لدن آدم إلى قيام الساعة، ورجح هذا القول البارزي... انتهى.
فإذا تبين لك أنه صلوات الله وسلامه عليه مرسل إلى الثقلين جميعا، وعلمت أن إبليس من الجن؛ كما قال تعالى: إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه. {الكهف:50}. علمت يقينا أنه ممن بعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.