معنى قول الله تعالى: فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ

0 222

السؤال

كنت أتابع المسلسلات، والأفلام، والأغاني، والمسرحيات. لكن عرفت أن ذلك لا يجوز، وقررت أن لا أعود له مرة أخرى. وقلت إن الأفضل أن تمسح هذه القنوات من التلفزيون. لكن ناسا في البيت قالوا لي: (ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
فما قولكم لي للتعامل مع مثل هذا الموقف خاصة إذا كان من الأقربين؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن كان التلفاز ملكا لك، فيجب عليك استعماله في نظر وسماع ما يحل، ولا يجوز لك أن تجامل أهلك في موضوعه. وإن سمحت لهم بذلك، فيخشى عليك من الإثم بسبب إعانتهم على الحرام؛ فقد قال الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب {المائدة:2}.

وإن لم يكن التلفاز ملكا لك، فعليك أن تسعى في إقناع الأهل بالبعد عن استخدامه في الحرام، وأن تنهاهم عن المنكر ووقايتهم من عذاب الله تعالى.

وأما قول الله تعالى: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر {الكهف:29}،  فإنه لا حجة فيه لهم، ولا يدل على تخيير الشخص بين الطاعة والمعصية، بل إنه يتضمن تهديدا لمن لم يسلك طريق الهدى.

فقد قال ابن كثير: يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: وقل يا محمد للناس: هذا الذي جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } هذا من باب التهديد والوعيد الشديد؛ ولهذا قال: { إنا أعتدنا } أي: أرصدنا { للظالمين } وهم الكافرون بالله ورسوله، وكتابه { نارا أحاط بهم سرادقها } أي: سورها. اهـ.

وراجع للمزيد في الوسائل المعينة على هدايتهم الفتوى رقم: 102922.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات