لا تعارض بين التوكل على الله والتداوي

0 247

السؤال

أعاني من الوسواس القهري منذ أحد عشر عاما على هيئة أفكار، في البداية كانت عن الخوف من الأمراض الخطيرة وأفكار أخرى تشاؤمية..... إلى ما لا نهاية، وكان يصاحب هذه الوساوس نوع من الخوف والرهاب الشديد فأظل في حركة مستمرة في المكان، وفي النهاية ذهبت إلى طبيب نفسي وعرضت عليه المشكلة، فبدأ يعالجني بالانافرانيل 75 حبتين صباحا ومساء، ودوجماتيل 200 نصف قرص صباحا ومساء، وزولام عند اللزوم، وأنا على هذ الحال 11 عاما، أتحسن جدا ثم تأتيني نكسة فأتعب وتزيد الأفكار، فقلت مناجيا: رب اشفني فليس لي سواك، فتملكني شعور أن أترك الأمر على ربي فمادمت أتوكل عليه وألتلجأ إليه فلن يخذلني أبدا، فما خاب من لجأ إليه والحمد لله فكل الأفكار التي تأتيني أصبحت تافهة، فقد لجأت إلى ركن شديد سبحانه، وبعد ذلك أخذ الوسواس معى منحا آخر فقد أصبح ربي بالنسبة لي كل شيء فهو حسبي ووكيلي، بدأ يأتيني وسواس غريب لم أعهده من قبل بأن الله غير موجود عز وجل وهي فكرة قبيحة تثير في نفسي الاشمئزاز والرعب مع علمي أنها وسواس، وتوالت علي وساوس العقيدة والدين وإنكار الله حتى تعبت، فماذا أفعل يا سيدي؟ وأي علاج ينفع معي حتى أتخلص مما أنا فيه؟ وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فنحن نسأل الله لك الشفاء والعافية، واعلم أنه لا تعارض بين التوكل على الله وبين التداوي، ومن ثم فإنا ننصحك بأن تعاود مراجعة الطبيب امتثالا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي مع الإكثار من الدعاء والتوكل على الله تعالى، ثم اعلم أيضا أن العلاج الأمثل للوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها وألا تعيرها اهتماما، وهذه الوساوس التي ذكرتها لا تضرك ـ إن شاء الله ـ ما دمت كارها لها نافرا منها، بل كراهتك لها ونفورك منها دليل على صحة إيمانك فاجتهد في مدافعتها ومجاهدتها ما أمكن، ولا تعبأ بها مهما تكاثرت أو تزايدت، واعلم أنك على خير ما دمت تجاهد هذه الوساوس وأنك تؤجر على ذلك ـ إن شاء الله ـ وانظر الفتوى رقم: 147101، وما فيها من إحالات.

ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة