علاج وساوس تكفير الآخرين

0 288

السؤال

أتمنى أن يتسع قلبكم لما سأرويه، وأتمنى أن أجد منكم جوابا.
أنا شاب من المغرب عمري 16 سنة، أصبت بمرض الوسواس القهري منذ حوالي عام .
مشكلتي هي أنه تأتيني وساوس تكفيرية بحيث أنني كلما رأيت، أو قرأت شيئا من شخص ارتكب ذنبا مكفرا ومخرجا عن الملة -والعياذ بالله- مثلا أقرأ أحيانا “شخص كتب في موقعه لا أؤمن بوجود الله سبحانه وتعالى -والعياذ بالله- “ أو مثلا أقرأ “شخص يقول شيئا سيئا في الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام -والعياذ بالله- أو شخص يفتري على القرآن الكريم -والعياذ بالله- “وغيرها وغيرها.
تأتيني وساوس بأن أكفره، وتأتيني وساوس أخرى بأن ذلك الشخص الذي ارتكب ذلك الذنب قد يكون جاهلا، أو مكرها. فإن لم أكفره تأتيني وساوس بأني لا أكفر الكفار -والعياذ بالله- وإن كفرته تأتيني وساوس بأنه قد يكون جاهلا، أو مكرها. كما قرأت أن التكفير لا يجب حتى تقوم الحجة، والذي يقيمها علماء الإسلام.
فماذا أفعل مع العلم أني لا أشك أبدا في كفر الكفار كيفما كانوا.
وشيء أخير-إن شاء الله جل جلاله- تأتيي وساوس في الرسول صلى الله عليه وسلم ليس في نبوته، بل تأتيني وساوس في بول الرسول صلى الله عليه وسلم. هل مثلنا وهل هو طاهر وغيرها وغيرها.
أرجوكم ساعدوني فالقلب ينفطر، والعين تدمع، ولم أعد أعرف طعم الراحة.
وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فدع عنك هذه الوساوس وأعرض عنها، ولا تعرها اهتماما، فإنه لا علاج للوساوس أنفع من تجاهلها وعدم المبالاة بها، واعلم أن هذه الوساوس لا تضرك ما دمت كارها لها نافرا منها، وأنت على خير إن شاء الله ما دمت تجاهد هذه الوساوس وتسعى في التخلص منها؛ وانظر الفتوى رقم: 147101. واعلم أن الله سبحانه لم يكلفك بالحكم على آحاد الناس إن كانوا كفارا أو لا، فما دمت تعتقد كفر من حكم الشرع بكفره، فهذا يكفيك، ولا تدخل نفسك فيما لا تحسنه من المسائل. واعلم أن الأصل أن الشخص المعين لا يحكم عليه بالكفر حتى تقوم عليه الحجة وذلك شأن القضاء الشرعي. والخير لك أن تدع هذه الوساوس، وأن تتجاهلها وأن تشتغل بتعلم العلم النافع الذي يعصمك من هذه المضايق بإذن الله؛ وراجع للفائدة الفتوى رقم: 113828 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة