السؤال
تحية طيبة لجميع العاملين في هذا الموقع الرائع:
كلنا نعلم أن ذكر اسم الله تعالى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، كلها خير وبركة، وكذلك وجود أعمال لها أدعية خاصة نقرؤها عند قيامنا بها لييسر الله تعالى لنا أمرنا، ويبارك لنا جل وعلا في أعمالنا.
أود أن أسأل: هل قول هذه الأشياء واجب على المسلم كلما أراد القيام بأي عمل؟ أي هل من الواجب مثلا قول: بسم الله الرحمن الرحيم قبل القيام بأي عمل حتى لو كان بسيطا؟ وهل يجب قراءة دعاء الخروج من المنزل في كل مرة نخرج فيها أم يكفي أن نقولها مرة واحدة أو أن ندعو، أو نقول شيئا معينا في بداية اليوم مثلا يعوض عن هذه الأذكار جميعها ؟
فأحد معارفي يلتزم بالدعاء، والبسملة، وقراءة الأذكار، والأدعية الطويلة قبل قيامه بأي شيء حتى أبسط الأمور، ولكنه بدأ في الآونة الأخيرة يجد مشقة في ذلك، ويستصعب الأمر خصوصا أنه في كثير من الأحيان لا يقتنع بأنه قال الدعاء بالشكل المناسب، أو لم يكن مركزا فيه، فيعيده أكثر من مرة حتى يصيبه التعب من ذلك، حتى إنه إذا شرع في عمل ما ثم اكتشف أنه نسي أن يسمي بسم الله تعالى، أو يدعو قبل قيامه بالعمل يتثاقل عن الدعاء، لكنه يشعر أنه إن لم يدع فلن يوفق في عمله، ولن يكون مباركا، لكن هذه حاله مع كل شيء يقوم به حتى لو كان بسيطا جدا، وحاله هذه شغلت تفكيري كثيرا.
فهل ما يفعله صحيح أم إنه يبالغ قليلا ؟
أرجو الإجابة عن سؤالي وجزاكم الله تعالى ألف خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأذكار اليوم والليلة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بما في ذلك ذكر الله عند البدء بأشياء معينة، مستحبة وليست واجبة. ويوجد منها ما قال بوجوبه بعض أهل العلم كالتسمية عند الأكل والشرب, ومن حافظ عليها فإنه يرجو أن يكون ممن يذكر الله تعالى كثيرا، وقد تكلمنا عن فضلها في الفتوى رقم: 121948 ، والفتوى رقم: 50298، والفتوى رقم: 132063.
وقولك: هل تجب البسملة في كل عمل؟ فالبسملة لا تشرع في كل عمل، بل تشرع في بعض الأعمال على سبيل الاستحباب، وتكره في أعمال، وتحرم في أخرى على تفصيل ذكرناه في الفتوى رقم: 97485, وكذا ذكر الخروج من المنزل ودخوله ليس بواجب ولكنه سنة مستحبة, ويشرع كلما تكرر الدخول والخروج.
وما ذكرته عن صاحبك من كثرة الذكر، هذا مما يشكر عليه ويثاب به عند الله تعالى, وأذكار اليوم والليلة ليس في الإتيان بها مشقة لا سيما وأنها -في الغالب- تكون قصيرة وليست طويلة, والذكر في أصله خفيف؛ لأنه باللسان ولا مشقة في تحريك اللسان. وما يجده ذلك الشخص من المشقة ربما مرده إلى أنه يأتي بأدعية طويلة لم ترد بها السنة، فتأخذ منه وقتا، أو أنه مصاب بوسوسة في كيفية التلفظ بالأذكار فيقول الذكر ثم يعيده ظنا منه أنه لم يلفظه بشكل صحيح, وكثير من الموسوسين يفعلون هذا في أذكار اليوم والليلة، أو أذكار الصلاة ونحوها فتلحقهم مشقة من التكرار, وبعض الحريصين على الذكر يأتي بأذكار معينة وربما تكون طويلة ويخصصها ببعض الأفعال من غير أن يكون له مستند من السنة على ذلك التخصيص, والمهم أن ذكر الله تعالى مطلوب وليس في الذكر مشقة في الأصل، وأعظم ما يذكر الله تعالى به ما جاء به الكتاب والسنة من الأذكار المطلقة والمقيدة وانظر الفتوى رقم: 51256.
والله تعالى أعلم.