السؤال
ما حكم الاستعارة بألفاظ في مسماها يظن المستمع إليها الإساءة إلى المذكور، ولكن في سياق الحديث لا بأس بها. أي أن أقول عن شخص: هذا ثور، أو ثيران عن قوم، ومقصودي أنهم ذوو أجساد ضخمة قوية، عريضة.
هل تعتبر غيبة؟
وجزاكم الله خيرا.
ما حكم الاستعارة بألفاظ في مسماها يظن المستمع إليها الإساءة إلى المذكور، ولكن في سياق الحديث لا بأس بها. أي أن أقول عن شخص: هذا ثور، أو ثيران عن قوم، ومقصودي أنهم ذوو أجساد ضخمة قوية، عريضة.
هل تعتبر غيبة؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالغيبة قد عرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
فضابط الغيبة كما في الحديث ذكرك أخاك بما يكره، وهذا هو الظاهر من هذا اللفظ، أن من أطلق عليه ثور أنه يكره ذلك.
وقد قال النووي- رحمه الله تعالى- في الأذكار: فأما الغيبة: فهي ذكرك الإنسان بما فيه مما يكره، سواء كان في بدنه، أو دينه، أو دنياه، أو نفسه، أو خلقه، أو خلقه، أو ماله، أو ولده، أو والده، أو زوجه، أو خادمه، أو مملوكه، أو عمامته، أو ثوبه، أو مشيته، وحركته، وبشاشته وخلاعته، وعبوسه، وطلاقته، أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته بلفظك أو كتابك، أو رمزت، أو أشرت إليه بعينك، أو يدك، أو رأسك أو نحو ذلك. أما البدن، فكقولك: أعمى، أعرج، أعمش، أقرع، قصير، طويل أسود، أصفر.
وأما الدين، فكقولك: فاسق، سارق، خائن، ظالم، متهاون بالصلاة، متساهل في النجاسات، ليس بارا بوالده، لا يضع الزكاة مواضعها، لا يجتنب الغيبة.
وأما الدنيا: فقليل الأدب، يتهاون بالناس، لا يرى لأحد عليه حقا، كثير الكلام، كثير الأكل أو النوم، ينام في غير وقته، يجلس في غير موضعه.
وأما المتعلق بوالده، فكقوله: أبوه فاسق، أو هندي، أو نبطي، أو زنجي، إسكاف، بزاز، نخاس، نجار، حداد، حائك.
وأما الخلق، فكقوله: سيئ الخلق، متكبر، مراء، عجول، جبار، عاجز، ضعيف القلب، متهور، عبوس، خليع، ونحوه.
وأما الثوب: فواسع الكم، طويل الذيل، وسخ الثوب ونحو ذلك، ويقاس الباقي بما ذكرناه. وضابطه: ذكره بما يكره. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 174287، 47215.
والله أعلم.