هل توبة الولد من ترك الصلاة ومن المعاصي تكون سببا في نجاحه وعدم استجابة دعاء أمه عليه

0 227

السؤال

فضيلة الشيخ: أنا طالب توجيهي، وهذه السنة هي ‏التي تقرر مصيري، ولدي أخت نجحت، ولكنها ‏تدعو علي دائما بعدم النجاح خوفا من الحصول ‏على معدل أعلى من الذي حصلت عليه.‏
وأيضا أمي لا تحبني، ودائما تدعو علي بعدم ‏النجاح، وأنا شخص لا أصلي، ولا أقرأ القرآن، أنا ‏خائف جدا من استجابة الله لدعائهما.
فهل إذا تبت ‏إلى الله عز وجل سيسامحني على جميع المعاصي ‏التي ارتكبتها، ويوفقني، وينجحني في هذه السنة؟ ‏وهل دعاء أمي وأختي علي سيستجيبه الله ؟
وشكرا لك. ‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن التوبة مما ذكرت من ترك الصلاة، واجبة مهما كان الأمر، ولا يجوز تأخيرها؛ وراجع الفتوى رقم: 6061 ، ورقم: 216865 . 

ولا شك أن التوبة سبب للفلاح؛ لقول الله تعالى:  وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون {النور:31}. فنرجو إذا تبت إلى الله توبة نصوحا أن يغفر لك ويؤمنك من الضرر؛ فقد قال الله تعالى: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما {النساء:110}. وقال: فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم {المائدة:39}. وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجة، وهذا شامل لكل الذنوب، فمن تاب من شيء منها، واستغفر وأصلح، عفا الله عنه ما سلف وتاب عليه.

واعلم أن الدعاء الذي فيه إثم وظلم أو قطيعة رحم لا يستجاب، كما أن الدعاء على الولد حال الغضب مظنة عدم الاستجابة، قال تعالى: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم {يونس:11}.

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده: أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم، أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم - والحالة هذه - لطفا ورحمة. اهـ.

هذا، وينبغي تنبيه الوالدة على تجنب الدعاء عليك؛ لما ثبت من النهي عنه فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ..لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم. رواه مسلم

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة