مناقشة شبهة وصف المرأة بالشر

0 430

السؤال

الإسلام جاء فكرم المرأة في آيات القرآن، ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم شاهدة على هذا التكريم، ووصف المرأة الصالحة أنها خير كلها، ولكن جاء في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قوله: “المرأة شر كلها، وشر ما فيها أنه لا بد منها“ فما تفسيركم لهذا القول؟ فكيف تأتي هذه المخالفة من باب مدينة العلم رضي الله عنه؟؟؟؟ كل النصوص تحضنا على احترام المرأة، والقرآن الكريم عاملها كطبيعة واحدة مثلها مثل الذكر، فكلنا مفطورون ولله الحمد على الخير رجالا أو نساء، ولو تفقدنا القرآن الكريم (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) فكيف تحدث السكينة والمودة والرحمة إن كانت شرا؟ والآيات على تكريم المرأة كثيرة في القرآن، وكذلك قال الرسول صلوات ربي وسلامه عليه: (الدنيا متاع، وخير متاعها الزوجة الصالحة ) فرسولنا وصفها بالخير، وكذلك الأحاديث كثيرة مثلا:( إنما النساء شقائق الرجال ) ووصانا نبينا بالنساء خيرا. فكيف تكون هذه المخالفة الصريحة للكتاب والسنة ؟؟؟ وعندما حاولت أن أبحث في مواقع الإنترنت دخلت بالخطأ على موقع بدعي، فوجدتهم يصفون أن المقصود أم المؤمنين عائشة -معاذ الله- بل ويحاولون تطبيق حديث آخر: (من نجد يخرج قرن الشيطان) لعنهم الله. فأفيدوني، وبارك الله لكم على جهدكم المبارك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أصاب السائل في استنكاره لوصف الشر في حق المرأة هكذا بإطلاق !! وكتاب نهج البلاغة لا تصح نسبته لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وراجع في ذلك الفتويين: 224269، 16145.
والمرأة إن كانت صالحة فليست شرا، بل هي سعادة الدنيا وخير متاعها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: من سعادة ابن آدم ثلاثة: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح. رواه أحمد وصححه الألباني. فبدأ بالمرأة.
وعلى أية حال.. فإن المرأة قد تبوأت في الإسلام مكانة سامية، وكرمتها شريعته، ورفعت عنها المهانة التي لحقتها في الجاهلية. وراجع في بيان ذلك الفتويين: 16441، 136201. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين: 16834، 63944.

وأما خروج قرن الشيطان من نجد، فهذا حق، ولكنه ـ في الحقيقة ـ يحمل الذم الشديد للمفترين من أهل البدع، فجلهم من أهل المشرق؛ لأن نجدا من جهة المشرق، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق وما وراءها، وهي شرق أهل المدينة. وقد دلت السنة الصحيحة على أن الفتن تكثر من جهة المشرق، والتاريخ يشهد بذلك، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 3576.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات