السؤال
كنت أقرأ لأخي الصغير بعض أقوال الدعاة, وكانت معظم مقولات أحدهم تبدأ بلا تحزن, فلما أكثرت عليه من قول: لا تحزن, قال لي: أليس فيها: احزن؟ فانفعلت, وقلت: كيف تقول هذا؟ كيف يحزن المسلم, والله ربه؟ بل أحق الناس بالسعادة، أو كلاما هذا معناه, فوجدت بعد فترة حديثا فيه: "أن الدنيا سجن المؤمن" فخشيت أن أكون كفرت؛ لأنني ربما أكون أخطأت, فهل هذا صحيح؟ ثم إنني لهوت عن ذلك ولم أنطق الشهادتين تجنبا للوسواس, وبعد فترة حملت هاتفي لكي أسمع جدتي بعض الآيات, فبينما أنا كذلك وقع أمر ما فنهرت أحد إخوتي وأنا أمسك الهاتف الذي فيه الآيات, فخشيت أن يكون هذا استخفافا بالقرآن, وكفرا بعد إيمان, علما أنني أيضا لم أنطق الشهادتين, وصليت الوتر بوضوئي حتى أتبين حكمي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شيء مما ذكرته يوجب الكفر من قريب، ولا بعيد، وقد قال تعالى: ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم {النحل: 106}، وسؤالك يبين أنك من أبعد ما تكون عن شرح الصدر بذلك، فأنت حذر من الكفر.
وقد بينا في الفتوى رقم: 158783 كيفية التخلص من الوسوسة في باب الاستهزاء؛ فراجعها للفائدة، وقد ذكرنا فيها ما جاء عن أهل العلم من أن من تكلم بكلام يحتمل الردة وغيرها لا يكفر بذلك، وأولى به الموسوس, كما قال علي القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا، إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم, ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: "ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة" رواه الترمذي, والحاكم. اهـ.
وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.
والله أعلم.