أسكن في المغرب ونظرا لفارق التوقيت فإن يوم تاسع ذي الحجة عندنا يوافق يوم النحر بالنسبة للحجاج، وسؤالي هو: هل يجوز صيام هذا اليوم استنادا إلى استحباب صيام الأيام الأولى من ذي الحجة؟ أم هو محرم شرعا، لأنه يتزامن مع يوم النحر بالنسبة إلى الحجاج في المملكة العربية السعودية؟.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمن كان في المغرب فإنه لا يختلف عمن كان في الحجاز في توقيت الليل والنهار إلا بفارق سويعات لا تؤثر في توافق الليل والنهار, وإذا حصل اختلاف في الشهر الهجري بين البلدين فليس مرده إلى فارق التوقيت ـ كما قال السائل ـ وإنما إلى الاختلاف في تحديد بداية الشهر, فإذا كنتم في المغرب تعتمدون في تحديد بداية الشهر على رؤية الهلال وليس على الحساب الفلكي فصم وأفطر بناء على التاريخ الذي عندكم، وليس على ما في بلاد أخرى، فإن لكل بلد رؤيته، وأما إذا كنتم تعتمدون في تحديد بداية الشهر على الحساب الفلكي لا على رؤية الهلال، فالواجب عليكم حينئذ أن تتبعوا أقرب البلاد إليكم تتفق معكم في المطالع وتعتمد على رؤية الهلال لا على الحساب الفلكي، وحينئذ فلا تصوموا اليوم الذي يوافق يوم العيد عندها, وصوموا اليوم الذي يوافق التاسع عندها ولو اختلفت مع الحجاز, وانظر الفتوى رقم: 131200، فيمن خالفت بلدهم السعودية في يوم الأضحى ماذا يفعلون؟ والفتوى رقم: 143617، عن صيام يوم عرفة إذا خالف البلد رؤية أهل مكة, والفتوى رقم: 134988، عن حكم طاعة ولي الأمر إذا اعتمد الحساب الفلكي في تحديد العيد, والفتوى رقم: 58562، عن الاختلاف في يوم عرفة والأضحى.

والله أعلم.