معنى قوله في الحديث: إني استوهبت ابني عمي هذين من ربي ... الحديث

0 231

السؤال

ما المقصود بالاستيهاب هنا: قصة إسلام عتبة ومعتب ابني أبي لهب: ذكر الزبير بن بكار أنه شهد هو وأخوه حنينا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكانا ممن ثبت وأقاما بمكة، وأخرج ابن سعد بسند له إلى العباس بن الفضل قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة في الفتح قال لي: يا عباس أين ابنا أخيك عتبة ومعتب لأراهما: فقلت: تنحيا مع من تنحى من مشركي قريش قال: اذهب فائتني بهما، قال: فركبت إلى عرفة فأتيتهما فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوكما، فركبا معي سريعين فدعاهما إلى الإسلام فأسلما وبايعا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إني استوهبت ابني عمي هذين من ربي فوهبهما لي ـ وأخرج الطبراني من وجه آخر إلى علي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل يوم الفتح بين عتبة ومعتب يقول للناس: هذان أخواي وابنا عمي فرحا بإسلامهما استوهبتهما من الله فوهبهما لي ـ ويجمع بأنه دخل المسجد بينهما بعد أن أحضرهما العباس.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه القصة قد أخرجها ابن سعد في الطبقات الكبرى وغيره، وقال ابن حجر في الإصابة: إسناده ضعيف.

ولم نقف على من تكلم في بيان معنى قوله: إني استوهبت ابني عمي هذين من ربي فوهبهما لي ـ والظاهر أن المقصود بها أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لهما فاستجاب الله جل وعلا دعاءه، كما جاء في حديث بلال بن رباح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له غداة جمع: يا بلال أسكت الناس، أو أنصت الناس، ثم قال: إن الله تطول عليكم في جمعكم هذا، فوهب مسيئكم، لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ادفعوا باسم الله. أخرجه ابن ماجه، وضعفه البوصيري في الزوائد، وصححه الألباني بشواهده. 

جاء في إنجاح الحاجة للمجددي الحنفي: وهب مسيئكم لمحسنكم ـ أي: بقبول شفاعة المحسنين ودعائهم غفر لمسيئكم أيضا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات