معنى تدبير الله لأمور الجمادات

0 282

السؤال

هل الله رب كل شيء؟ فالرب هو مدبر الأمور, والمالك, والخالق, وهناك أشياء ليس لها أمور, كالجماد, فهل هذا صحيح؟ وإذا كان صحيحا فكيف يكون الله رب كل شيء؟ أو أنه ليس من شرط الرب أن يكون مدبر الأمور؟ وهل من الممكن أن يكون الرب هو المالك, والخالق فقط؟

الإجابــة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال تعالى: قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون (31) فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون (32) {سورة يونس}.

قال ابن كثير: وقوله: {ومن يدبر الأمر} أي: من بيده ملكوت كل شيء, وهو يجير ولا يجار عليه، وهو المتصرف الحاكم الذي لا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل, وهم يسألون، {يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن} [الرحمن: 29]، فالملك كله العلوي والسفلي، وما فيهما من ملائكة, وإنس, وجان، فقيرون إليه، عبيد له، خاضعون لديه، {فسيقولون الله} أي: هم يعلمون ذلك. انتهى.

 والجمادات داخلة في ملكوت الله, فالشمس, والقمر, والنجوم, والجبال, والبحار, والأنهار كلها جمادات, وهي في تدبير الله تعالى من حيث وجودها, وحركتها, ومنافعها, وغير ذلك, قال تعالى: وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين {فصلت:10}، وقال تعالى: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون {يس:40}، وقال: وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون {الأنبياء:33}, وراجع للفائدة الفتوى رقم:  104030 بعنوان: عبودية الجمادات لرب العباد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة