السؤال
أريد أن أسأل عن رطوبة حلقة الدبر؛ لأنني مع الحركة, وحرارة الجو يترطب المكان, فتطبع الرطوبة على الملابس بلون البراز وريحه - أعزكم الله - ويصعب علي التخلص منها؛ لأنها تأتيني كثيرا, وأصبح اللون في ملابسي حتى بعد التغسيل، ولا أدري هل هذه الرطوبة عند كل الناس أم عندي فقط, وأتساءل كيف لم يكن يطرأ هذا السؤال على الصحابة, مع عملهم وحفرهم - مثلا – للخندق, وخوضهم للمعارك؟ فهل هذه الرطوبة في كل الناس, أم هو مرض خاص بي؟
الإجابــة
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر أن هذا الذي تجده في ثيابك إنما هو عرق عادي, وليس شيئا خارجا من الدبر، وهذا الذي يحصل مع كل الناس عند الحركة, أو شدة الحر، فالذي يجب عليك أن تستنجي إذا قضيت حاجتك الاستنجاء المجزئ؛ بحيث يعود المحل خشنا كما كان قبل قضاء الحاجة، ويكفي في هذا غلبة الظن، وانظر الفتوى رقم: 132194 ثم لا تلتفت إلى ما تجده من هذه الرطوبة, ولا تعرها اهتماما, فإنها من العرق - كما بينا لك -.
ولو استجمرت بثلاثة أحجار, أو نحوها, ثم زالت النجاسة: فلا يضرك هذا العرق كذلك, على ما نص عليه الإمام أحمد - رحمه الله - قال في المغني: ظاهر كلام أحمد أن محل الاستجمار بعد الإنقاء طاهر, فإن أحمد بن الحسين، قال سألت أبا عبد الله عن الرجل يبول فيستبرئ, ويستجمر, يعرق في سراويله؟ قال: إذا استجمر ثلاثا فلا بأس, وسأله رجل، فقال: إذا استنجيت من الغائط, يصيب ذلك الماء موضعا مني آخر؟ فقال أحمد: قد جاء في الاستنجاء ثلاثة أحجار، فاستنج أنت بثلاثة أحجار, ثم لا تبالي ما أصابك من ذلك الماء. انتهى.
ونحن نحذرك من الوسوسة, والاسترسال مع الأوهام؛ لما يفضي إليه ذلك من شر عظيم.
والله أعلم.