السؤال
هل من الممكن للإنسان أن يعلم يقينا مصيره: الجنة أو النار وهو ما يزال في هذه الدنيا مثلا عن طريق علامة معينة في الجسد؟
وما معنى قول الله سبحانه وتعالى في آية الكرسي: ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء. ماذا يعني إلا بما شاء في هذه الآية؟
أرجو ألا تهملوا سؤالي هذا، فأنا ينتابني قلق شديد بهذا الخصوص، بسبب وجود علامة معينة في يدي ولا أدري إن كان هذا ابتلاء أو امتحانا من الله أم إنها مجرد وساوس.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم دليلا على أن الإنسان يمكنه أن يعلم مصيره الأخروي عن طريق علامة في جسده، ولا نعلم أحدا من أهل العلم قال بهذا.
وأما قوله تعالى: ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء {البقرة:255}. فله معنيان:
المعنى الأول: لا يحيطون بشيء من علم نفسه؛ أي لا يعلمون عن الله سبحانه وتعالى من أسمائه، وصفاته، وأفعاله، إلا بما شاء أن يعلمهم إياه، فيعلمونه. المعنى الثاني: ولا يحيطون بشيء من معلومه - أي مما يعلمه في السموات، والأرض - إلا بما شاء أن يعلمهم إياه، فيعلمونه. تفسير ابن عثيمين.
وانظري الفتوى رقم: 62487
وعلى المعنى الأول، فلا دلالة في الآية على ما تسألين عنه. وأما على المعنى الثاني، فالأصل هو عدم اطلاع الخلق على الغيب، وحيث لم يثبت أن الله تعالى جعل علامة جسدية على مصير الإنسان، فيجب عليك عدم الالتفات إلى تلك الأوهام والوساوس.
وننصحك بالحرص على اتباع شرع الله عز وجل في كل أمورك، فتحرصي على فعل ما أمر الدين به، واجتناب ما نهى عنه، مع إخلاص العمل لله عز وجل، فهذه معالم أساسية في طريق الإنسان إلى ربه تعالى.
وانظري الفتويين: 20634، 122246
كما ننبه أن من اعتقاد أهل السنة والجماعة أنه لا يقطع لإنسان معين بجنة ولا نار إلا من ورد بحقه نص شرعي في ذلك، وإن كنا نرجو للمحسنين ونخاف على المسيئين؛ لقوله تعالى: فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى. (الليل:5-10).
وراجعي الفتوى رقم: 127444 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.