السؤال
كتب أحد الإخوة ردا على نقاش جرى حول ما يدور في مصر: فمما قال: "ولكني أحب أن أرى أهل الدين للدين, وأهل السياسة للسياسة التي لا تعرف القيم, ولا تعرف الدين" ويلاحظ من قوله دعوته لترك الأمور على ما هي عليه, وذكرت مستنكرا في حديثي معه أن أحد خطباء المساجد قال: (الحمد لله, نحن في مصر نطبق الشريعة في بيوتنا), فقلت: أي شريعة؟ فقال: أما الشيخ الذي قال: الحمد لله أننا نطبق الشريعة في بيوتنا, فله كل الشكر, أليس من المعلوم لدينا أن الكثير ينادي بأن نبدأ بأنفسنا أولا؟ وقد بدأ الشيخ, فلنتبع خطاه؛ كي تطبق الشريعة في ربوع الدنيا, وجزاه الله خيرا, ولا يخفى على أحد حال أهل مصر, والحال يزداد سوءا, وقد كان الخاطب لا يرى خطيبته إلا يوم زفافهما في بيته, ورغم هذا تدهور الحال, فهل ننتظر الآن رجوعا إلى شريعة الله في ظل العري والفجور؟ فقال صاحبي: الشعب المصري طيب بطبيعته, وقلبه حنون, ويعرف الله, ويصلي, ويصوم, وليس في حاجة لمن يرشده, فلقد سئم الناس الخطاب الديني الموحد؛ لأنه نمط واحد, وأسلوب واحد, وإذا كثر المشايخ, والفقهاء, وأصحاب الفتوى, فقل: "على الدنيا السلام", فمن شب على شيء شاب عليه, ومهما حاول الكثير أن يدخل معتقدا, أو يغير فكر شخص آخر فلن يقدر, والحمد لله أننا أدركنا أخيرا بعد تلك الأحداث التي تمر بها البلاد أن الصراع كله – الماضي, والحاضر, وما سيحدث - ما هو إلا "سمك, ولبن, وتمر هندي"؛ لذا أغلقنا التلفاز, وأغلقنا أبواب بيوتنا, ولا نريد أي ضيف ثقيل, يعكر علينا؛ كي نتفرغ لبيوتنا, فذلك أهم من تلك الأحداث المؤسفة, ودع الملك للمالك, والخلاصة - كما قال القدماء -: "إن خرب بيت أبيك فخد منه قالبا" ونحن لا نريد القالب, فنحن الآن لا نرى, ولا نسمع, ولا نتكلم, لماذا؟ لا أعرف, فما رأي حضراتكم؟ هل هي دعوة إلى العلمانية عن عمد أو جهالة؟ وهل يأثم إن تأثر بكلامه أحد؟ والبعض يفسر أحاديث رسول الله حسب هواه, بل القرآن الكريم, وقد سبق أن أفتيتم بعدم جواز ذلك, فما هو التصرف الواجب - جزاكم الله خيرا -؟