أنا من الذين يصلون في المسجد كل الفروض تقريبا طوال السنة ـ ولله الحمد والمنة ـ ولكنني أتجنب المساجد في شهر رمضان وخصوصا صلاة المغرب والتراويح, وذلك بسبب كثرة المصلين في رمضان والذين لا يتأدبون بآداب المسجد ولا يوقروا المسجد أو المصلين، فبمجرد دخولي للمساجد للصلاة في رمضان أجد الروائح الكريهة المنبعثة من أفواه المصلين تملأ سماء وأجواء المساجد, وهذه الروائح تؤذيني فلا أقوم بالصلاة على شكلها الصحيح, حتى إنني في مرة صليت بجوار شخص كانت له رائحة كريهة.... فكنت أدعو عليه طوال الصلاة ولم أفقه ما قال الإمام، وما زلت أدعو عليه وعلى أمثاله بأن يصيبهم الله جزاء عملهم هذا، فهل أنا آثم بهذا العمل بعدم شهادتي للجماعة والدعاء على المصلين المنفرين؟ أم ماذا؟.
وجزاكم الله خيرا.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلم أولا أن لشهود الجماعة في المسجد فضلا عظيما، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب شهودها فيه، ومن ثم فلا ينبغي لك تفويت الجماعة في المسجد لئلا تحرم نفسك هذا الثواب، وليس ما ذكرت من وجود الروائح الكريهة مما يعذر به تارك الجماعة في المسجد، وانظر الفتويين رقم: 80715، ورقم: 94365.

وعليك أن تنصح مرتادي هذا المسجد بحكمة وموعظة حسنة ونبين لهم آداب المسجد وحضور الجماعة، وتمكن الاستفادة من الفتاوى التالية أرقامها: 58260، 14060، 11189، 106989.

وأما الدعاء عليهم: فلا نرى أنه جائز، لأنهم قد يكونون معذورين بجهل، أو بعجز عن إزالة ما بهم من روائح. 

والله أعلم.