السؤال
أيهما أفضل تفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، أم تفسير البغوي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تفسير البغوي أفضل؛ لما تميز به من التفسير بالمأثور، وسلفية المعتقد.
وقد سئل شيخ الإسلام فقيل له: أي التفاسير أقرب إلى الكتاب والسنة: الزمخشري، أم القرطبي، أم البغوي، أم غير هؤلاء؟
فأجاب: أما التفاسير الثلاثة المسؤول عنها فأسلمها من البدعة، والأحاديث الضعيفة البغوي، لكنه مختصر من تفسير الثعلبي، وحذف منه الأحاديث الموضوعة، والبدع التي فيه، وحذف أشياء غير ذلك. اهـ من مجموع الفتاوى.
وقال الدكتور محمد حسين الذهبي -رحمه الله- في كتابه: " التفسير والمفسرون " عند كلامه على تفسير البغوي: وصفه الخازن في مقدمة تفسيره بأنه: من أجل المصنفات في علم التفسير وأعلاها، وأنبلها وأسناها، جامع للصحيح من الأقاويل، عار عن الشبه والتصحيف والتبديل، محلى بالأحاديث النبوية، مطرز بالأحكام الشرعية، موشى بالقصص الغريبة، وأخبار الماضيين العجيبة، مرصع بأحسن الإشارات، مخرج بأوضح العبارات، مفرغ في قالب الجمال بأفصح مقال. اهـ.
وفي تفسير القرطبي فائدة كبيرة من ناحية اهتمامه بأحكام القرآن واستنباط الأدلة، وذكر القراءات، والإعراب، والناسخ والمنسوخ، ويرد على المعتزلة، والقدرية، والروافض، والفلاسفة، وغلاة المتصوفة، ولكنه أقر بعض أخطاء الأشاعرة.
والله أعلم.