السؤال
لقد قدر الله لي أن أحب بنتا كانت كل حياتي فرحتي بسماع صوتها كانت أحن علي من الأهل كانت القلب النابض لي قدر الله لها أن تتزوج وتنقطع أخبارها وفرحت لها وحزنت على عمري ودعوت لها بالخير ولكن مع الأيام قرأت إحدى الجرائد وإذا بالبنت التي أحبها قد توفيت أسأل الله لها الرحمةوبقراءتي لهذا الخبر رجعت الذكريات لي ودمعت عيني وعشت في آهات الله يعلم بها نعم إرادة الله فعلت بي هذا ولكن هل يصح لها الدعاء مني وزيارة قبرها أم ذلك يسبب لها العذاب والعياذ بالله أرجوك سرعة الرد علي يرحمني الله معكم. وشكرا....
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فدعاء الحي للميت وزيارته لقبره لا يؤذيه، بل قد ينتفع الميت بدعاء الحي له، أما الذي يؤدي إلى عذاب الميت في قبره من أفعال الأحياء فهو البكاء فقط، وليس كل بكاء، وإنما البكاء المصحوب بصوت . قال الإمام النووي - رحمه الله - في شرحه على صحيح مسلم : وأجمعوا كلهم على اختلاف مذاهبهم على أن المراد بالبكاء هنا: البكاء بصوت ونياحة لا مجرد دمع العين. انتهى
وإنما يعذب الميت بالنياحة عند جمهور العلماء - وهو الراجح - إذا كان قد أوصى بأن يبكى عليه، ويناح عليه فنفذت وصيته، أما من لم يوص فلا يعذب، لقول الله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى [الأنعام:164].
ونصيحتنا لك - أخي السائل- أن تكتفي بالدعاء لها والترحم عليها، ثم انشغل بذكر الله عن ذكرها، فهي - رحمها الله- قد أفضت إلى ما قدمت، أما أنت فمطالب بأن تقدم أعمالا صالحة تنفعك عند الله إذا صرت إلى ما صارت إليه، فاشغل نفسك بذكر الله واجتهد في طاعته، والله المسؤول أن يحسن خاتمتنا وخاتمتك.
ولمزيد الفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية:
1109
4220
9360.
والله أعلم.