السؤال
أبلغ من العمر 31 سنة، ومنذ حوالي شهر مضى قمت من النوم وأنا خائفة وأشعر برجفة وبرودة في كل جسدي، ونبضات قلبي سريعة فأحسست بأنني أحتضر وسوف أموت، فقمت وتوضأت وصليت، واستمر ذلك حتى الصباح، ومنذ ذلك اليوم أحس بالألم في قلبي، وغصة في صدري، وتنمل في أطراف رجلي، وخوف شديد من النوم والموت، لدرجة أنني أتخيل القبر وكيف سأموت والخوف من الحساب ويوم القيامة، وانقلبت حياتي من التفاؤل إلى التشاؤم ـ والعياذ بالله ـ فعلمت عن طريق منتداكم بأن كل هذه الأعراض عبارة عن مرض يسمى الوسواس القهري، ولكنني لا أستطيع السيطرة عليه، وبعد مرور شهر ازداد الأمر، وأحس أن قلبي سيتوقف في أي لحظة وأنني سأفقد بصري، والمشكلة أنني أعيش في دولة أوربية، ولا أثق في الطب النفسي هنا، لأنه يعتمد على حلول خارج النطاق الإسلامي، لذا أرجو منكم مساعدتي وإعطائي الطريقة الصحيحة والدواء الفعال للعلاج جزاكم الله خيرا، والجميل والإيجابي في كل هذا أنني رجعت أصلي وأحاول التقرب من الله تعالى ليغفر لي ذنوبي إن شاء الله تعالى.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يكشف عنك الضر، ويزيل الكرب ويذهب الهم والغم، ويشفيك شفاء لا يغادر سقما، إن ربنا سميع مجيب، ونوصيك بالالتجاء إليه وكثرة التضرع، فهو سبحانه مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر، قال عز وجل: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون {النمل:62}.
ونوصيك بالصبر، فهو من خير ما يتسلى به المؤمنون عند حلول المصائب، وفضله عظيم وعواقبه حميدة، وقد ضمنا الفتوى رقم: 18103، جملة من فضائله
واحرصي على التوبة من الذنوب، والحذر من الوقوع في شيء منها، كبيرها وصغيرها، ولا سيما ترك الصلاة، فإن الذنوب قد تكون سببا للبلاء، كما قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}.
التوبة من أفضل أسباب رفع البلاء، وقد عاب الله تعالى الذين لا يرجعون ولا يتضرعون إليه سبحانه عند نزول العذاب فقال عز وجل: فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون {الأنعام:43}.
قال ابن تيمية: أي هلا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا فحقهم عند مجيء البأس التضرع. اهـ.
وقد سبقت لنا عدة فتاوى فيما يتعلق بالخوف من الموت والحساب نرجو مراجعتها، ومنها الفتاوى التالية أرقامها: 223471، 46471، 6603.
ومن أفضل سبل علاج هذه الهواجس الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والحرص على الأذكار ولا سيما في الصباح والمساء، وكذلك الرقية الشرعية، وللمزيد فيما يتعلق بعلاج الوسواس انظري الفتوى رقم: 3086.
ومن المهم أيضا مراجعة أخصائي الطب النفسي ليصف لك من العلاج ما يهدئ من روعك، وخاصة العقاقير، واحرصي على مراجعة من عرف بالخبرة والثقة والأمانة ولو لم يكن مسلما، وإذا وصف لك من الأساليب السلوكية في العلاج ما يتضمن شيئا من المخالفات الشرعية فلا تستجيبي له فيها، وفي موقعنا قسم خاص بالاستشارات، ومنها الاستشارات النفسية قد يغنيك عن استشارة غيره فيمكنك الكتابة إلى الاستشاريين ليرشدوك إلى بعض التوجيهات المفيدة.
والله أعلم.