السؤال
هل تمكنكم المفاضلة بين الجهاد والرباط؟ فمثلا لو عرض على أحدهم في أرض جهاد بين أن يكون مجاهدا أو مرابطا، والحاجة لكليهما متساوية، إذ إن الأولى سد النقص في أيهما كان إذا كانت الحاجة مختلفة حسبما أعلم، فما الأفضل من ناحية الثواب؟ وهل الشهيد المرابط مثل شهيد المعركة؟ أو الذين ورد ذكرهم في الحديث الذي صححه الألباني، قال صلى الله عليه وسلم: أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة، يضحك إليهم ربك، فإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه ـ فهل المجاهد يجري عليه عمله كالمرابط إذا نال الشهادة في أرض الجهاد في معركة مثلا، أو في غيرها مما يتلازم مع أرض الجهاد؟.
وجزاكم الله تعالى خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تكلمنا في الفتوى رقم: 232408، على أن الرباط نوع من أنواع الجهاد وأنه من أفضل الجهاد، كما في الحديث.
وتكلمنا في الفتوى رقم: 230614، على تفاضل الشهداء وأنه لا فرق بين الشهيد في الرباط وغيره.
وأما حديث: أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصف الأول..... فإنه يرجى لمن كان في الصف الأول من المرابطين أن ينال فضيلته ويكون شهيدا في سبيل الله تعالى إن قتل، وقال ابن أبي شيبة في المصنف: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن حميد بن صخر عن يزيد بن عبد الله بن قسيط وصفوان بن سليم قالا: من مات مرابطا مات شهيدا. اهـ.
وأما من مات شهيدا: فيرجى له أن يكون ممن لا ينقطع أجر عمله، فقد قد ذكر السفاريني أبياتا في ذكر من لا ينقطع أجرهم بعد الموت وذكر منها الشهداء:
إذا مات ابن آدم جاء يجري عليه الأجر عد ثلاث عشر
علوم بثها ودعاء نجل وغرس النخل والصدقات تجري
وراثة مصحف ورباط ثغر وحفر البئر أو إجراء نهر
وتعليم لقرآن كريم شهيد في القتال لأجل بر
كذا من سن صالحة ليقفى فخذها من أحاديث بشعر.
وجاء في حديث ذكره السرخسي وابن عابدين أن المجاهد ينال أجر المرابط، ونص الحديث هو: ومن قتل مجاهدا أو مات مرابطا فحرام على الأرض أن تأكل لحمه ودمه، ولم يخرج من الدنيا حتى يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وحتى يرى مقعده من الجنة وزوجته من الحور العين، وحتى يشفع في سبعين من أهل بيته، ويجري له أجر الرباط إلى يوم القيامة.
والله أعلم.