السؤال
أنا أعيش في أمريكا، ونأكل سمكا، وقد تأكدنا أن هذا السمك يتغذى على أعلاف يدخل في تركيبها مخلفات الخنزير، فما حكم أكله؟ وأنا أدرس في كلية الثروة السمكية، وتستخدم الكلية هذا العلف في تغذية الأسماك، فما حكم التعامل معه؟
أنا أعيش في أمريكا، ونأكل سمكا، وقد تأكدنا أن هذا السمك يتغذى على أعلاف يدخل في تركيبها مخلفات الخنزير، فما حكم أكله؟ وأنا أدرس في كلية الثروة السمكية، وتستخدم الكلية هذا العلف في تغذية الأسماك، فما حكم التعامل معه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمخلفات الخنزير إذا عولجت كيميائيا؛ فاستحالت مكونا آخر يختلف بخصائصه العضوية اختلافا كليا عن المكون الأصلي: فالصحيح أن هذا المعالجة مطهرة؛ لأن الأرجح على أن استحالة النجاسة من أسباب التطهير؛ كما قررناه في الفتويين: 137713، 25587.
فبناء عليه نحن أمام حالتين:
الأولى: إذا أدخلت مخلفات الخنزير في مركب الأعلاف بعد استحالتها، فهذا يعني أن الأعلاف طاهرة: فلا بأس ببيعها، وتغذية الأسماك منها، وأكل الأسماك المتغذية عليها، ما لم يكن في أكلها ضرر على آكلها؛ لأنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام.
الثانية: إذا أدخلت مخلفات الخنزير في المركب قبل الاستحالة:
فإن كانت رطبة فقد تنجس المركب المخالط.
وإن كانت جامدة: فلا تتجاوز النجاسة قدر المخلفات، وفي كلا الحالتين تكون هذه الأعلاف مشتملة على النجاسة، وحكمها عندئذ أنه لا يجوز بيعها، ولا تغذية الأسماك منها؛ لأن تغذية الحيوانات مأكولة اللحم بالنجاسات لا يجوز، كما قررناه في الفتويين: 105215، 28673.
ولكن هل يجوز أكل الأسماك المتغذية على تلك الأعلاف؟
إن مجرد دخول مخلفات الخنزير في تركيبة غذاء الأسماك لا يجعلها من الجلالة التي تحرم أكلها؛ حتى يكون أكثر غذاء الأسماك من تلك المخلفات، والأعلاف النجسة، أو ظهر أثر تلك المخلفات في لحوم تلك الأسماك؛ وعندها لا يحل أكل تلك الأسماك على الأحوط، إلا بعد تخلصها من آثار تلك المخلفات النجسة من خلال اعتمادها على غذاء طاهر فترة مناسبة، وهو ما بيناه مفصلا في الفتوى: 137475 وما أحيل عليه فيها .
والله أعلم.