السؤال
لماذا يرى الكثير من الناس شكلي غير مقبول مع أنني فتاة عادية أتمتع بجمال رباني ويعيرونني بأنني لم أتزوج، فهل رؤية الناس لي أنني غير حلوة يدل على غضب من الله أو عدم رضاه عني؟ ولماذا؟ لا أرى ما يدعو للقول بذلك، فأنا ـ ولله الحمد ـ أصلي وأصوم وأتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر المستطاع.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحسن ما ذكرت عن نفسك من أمر الصلاة والصوم والحرص على اتباع السنة، فجزاك الله خيرا، واجتهدي في أن تكوني على ذلك دائما، نسأل الله لنا ولك الثبات حتى الممات، ونسأله أن يزيدك هدى وتقى وصلاحا، وتعيير بعض الناس لك بأنك قبيحة لا تلزم منه الدلالة على غضب الله عليك أو عدم رضاه عنك، بل قد يكون هذا الأمر وتأخر الزواج مجرد ابتلاء، فما عليك إلا الصبر، فإن للصبر العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 18103.
واحرصي على دعاء ربك الكريم سبحانه، وسليه أن ييسر لك الزوج الصالح، وأن يصرف عنك تنقص الشانئين، هذا مع العلم بأن المرأة يجوز لها ولوليها شرعا البحث عن الرجل الصالح ليتزوجها، وأن تعرض نفسها عليه بأدب وحشمة، كما بيناه في الفتوى رقم: 18430.
ولا يلزم من قول بعض الناس عنك أنك قبيحة أن تكوني كذلك، فمن يراه البعض قبيحا قد يراه الآخرون جميلا، هذا بالإضافة إلى أنه قد توجد بعض الغيرة والحسد في مثل هذه الأحوال، وينبغي أن ينصح من يعيرك بالقبح ويذكر بأن السخرية لا تجوز، لقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون {الحجرات:11}.
وروى الترمذي عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله.
والله أعلم.