المسلم فـقـيه نـفسه

0 259

السؤال

بناء على ردكم علي حول دفع الرشوة للحصول على وظيفه بقولكم إن هذا يرجع إلى غلبة الظن حول أحقيتي لهذه الوظيفة وهل هناك من هو أفضل مني أم لا مقدم إليها فإنني لا أستطيع أن أعرف هذا الأ مر ولكن الذي أعرفه هو أنه لن يحصل أحد على هذه الوظيفة بدون دفع هذه الرشوة سواء أحق مني أم لا ولكني أقول إن مؤهلاتي تتناسب مع هذه الوظيفة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد عرفت خطورة الرشوة، وتحريمها، وما يترتب عليها من الآثام، والمفاسد الأخلاقية على الفرد والمجتمع.
ولكن إذا وقع على المسلم ظلم، أو وجب له حق، ولم يستطع أن يدفع عن نفسه الظلم، أو يصل إلى حقه إلا بدفع المال، فإن له ذلك، ولا يعتبر راشيا بل هذا من باب المداراة، ودفع الضرر، والإثم على من أخذ منه الرشوة، وألجأه إلى دفعها.
قال في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: .... فأما ما يعطى توصلا إلى أخذ حق أو دفع ظلم فغير داخل في هذا "تحريم الرشوة" وقد أخذ ابن مسعود رضي الله عنه، في أرض الحبشة في شيء فأعطى دينارين حتى خلي سبيله، وروي عن جماعة من التابعين قالوا: لا بأس أن يصانع الرجل عن نفسه وماله إذا خاف الظلم.
وعلى هذا فلا مانع شرعا أن تدفع ما لا تنال به حقك في هذا العمل، وخاصة أنك قلت: إنه لن يحصل أحد على هذه الوظيفة دون دفع الرشوة سواء كان يستحقها أم لا.
وما دمت متأكدا أن مؤهلاتك تخولك لشغل هذا المنصب.... وأنك ستقوم بالعمل على أكمل وجه، فنرجو ألا يكون بذلك بأس، فمن حقك أن تحصل على وظيفة مناسبة.
ويبقى المسلم بعد ذلك هو فقيه نفسه، وإن أفتاه الناس وأفتوه، وخاصة في مثل هذه الأمور التي يعرف هو من ملابساتها ما لا يعرفه الآخرون.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة