السؤال
هل كل من استحق العذاب من البشر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قد أقيمت عليه الحجة، وخلا مما يعذر به؟
هل كل من استحق العذاب من البشر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قد أقيمت عليه الحجة، وخلا مما يعذر به؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالله تعالى يقيم حجته على خلقه ببعثة الرسل، كما قال تعالى: رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [النساء: 165] وهذا من حيث الجملة.
وأما من حيث الأعيان: فلا يبعد أن يوجد في الدنيا إلى يومنا هذا فئام من الناس لم تبلغهم الحجة بعد، كما سبق بيانه في الفتويين: 184807، 31101.
والله تعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام هذه الحجة الرسالية عليه، كما قال تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا {الإسراء:15}. وقال عز وجل: وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون {التوبة:115} ولذلك عذر من لم تبلغه الدعوة، أو بلغته وهو غير مهيأ للتكليف بها، ثم إن إقامة الحجة لا تقتصر على الرسل، فهناك الهداة، والنذر المبلغون عنهم، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 128140، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.