أوجه إعراب: "وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ" ومعنى الآية

0 231

السؤال

قال تعالى: "ولا تمنن تستكثر" {المدثر:6} فما هي أوجه إعراب هذه الآية مع ذكر معنى لكل إعراب - جزاكم الله خيرا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأظهر إعراب لهذه الجملة هو ما يلي: الواو: حرف عطف، ولا: ناهية، وتمنن: فعل مضارع مجزوم بحرف النهي، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وتستكثر: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والجملة في موضع نصب على الحال من الضمير في تمنن، فكأنه قيل: ولا تمنن أنت حال كونك مستكثرا. انظر شرح قطر الندى لابن هشام.

ومعناها إجمالا: لا تعط عطاء تريد أكثر منه، قال أهل التفسير: ومعنى الآية أن الله تعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن أن يهب شيئا وهو يطمع أن يتعوض من الموهوب له أكثر من الموهوب، وعلى قراءة جزم تستكثر ـ وهي قراءة شاذة قرأ بها الحسن البصري ـ قال ابن هشام: يحتمل ثلاثة أوجه:

أحدها: أن يكون بدلا من تمنن، كأنه قيل: لا تستكثر، أي: لا تر ما تعطيه كثيرا.

والثاني: أن يكون قدر الوقف عليه، لكونه رأس آية فسكنه لأجل الوقف ثم وصله بنية الوقف.

والثالث: أن يكون سكنه لتناسب رؤوس الآي وهي: فأنذر، فكبر، فطهر، فاهجر.

وجاء في إعراب القرآن وبيانه للمؤلف: محيي الدين بن أحمد مصطفى درويش: ولا تمنن تستكثر ـ الواو عاطفة، ولا ناهية، وتمنن: فعل مضارع مجزوم بلا، وتستكثر: فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره أنت، والجملة نصب على الحال، أي ولا تعط مستكثرا، وقرئ مجزوما على أنه جواب النهي، أو على البدلية من تمنن، والتقدير على جعله جوابا للنهي، أي: أنك إن لا تمنن بعملك أو بعطيتك تزدد من الثواب لسلامة ذلك من الإبطال بالمن، على حد قوله تعالى: لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ـ ووجه الإبدال أنه كقوله تعالى: ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب ـ وفي قراءة من جزم بدلا من قوله: يلق، وكقول الشاعر: متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا    تجد حطبا جزلا ونارا تأججا. اهـ. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات