السؤال
عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها" ورواية ابن ماجه: "من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل، فإني أشهد لمن مات بها" صححه الألباني، فلماذا خص النبي صلى الله عليه وسلم من مات بالمدينة بالشفاعة؟ وهل توجد حكمة في ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمراد من الحديث، كما قال العلماء، هو الحث على سكنى المدينة؛ ليكون ذلك سببا للموت بها، قال المناوي: من استطاع - أي: قدر - أن يموت بالمدينة - أي: أن يقيم بها حتى يدركه الموت فيها - فليمت بها - أي: فليقم بها حتى يموت، فهو حث على لزوم الإقامة بها - فإني أشفع لمن يموت بها ـ أي: أخصه بشفاعتي غير العامة زيادة في إكرامه -.
وقال الطيبي: أمر له بالموت بها، وليس ذلك من استطاعته، بل هو إلى الله تعالى، لكنه أمر بلزومها، والإقامة بها بحيث لا يفارقها، فيكون ذلك سببا لأن يموت فيها، فأطلق المسبب، وأراد السبب، كقوله تعالى: فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
والإقامة تشرف بشرف المكان؛ ولذلك وردت عدة أحاديث في فضل سكنى المدينة، والموت بها، ومنها تمييز من مات بها بالشفاعة المذكورة، وانظر للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 123847، 187817، 63646.
والله أعلم.