تفسير: اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة..

0 205

السؤال

ما معنى: اقترب للناس حسابهم. هل الحساب المقصود هو في القبر أم حساب يوم القيامة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن معنى الآية -كما قال أهل التفسير- : قرب وقت حساب الناس على أعمالهم يوم القيامة {وهم في غفلة معرضون} أي وهم مستغرقون في الشهوات، غافلون عن ذلك اليوم الرهيب، لا يعملون للآخرة ولا يستعدون لها.

  قال البغوي: اقترب للناس حسابهم، أي وقت محاسبة الله إياهم على أعمالهم، يعني يوم القيامة، نزلت في منكري البعث، وهم في غفلة معرضون، عن التأهب له.

 وقال الطبري: يقول تعالى ذكره: دنا حساب الناس على أعمالهم التي عملوها في دنياهم، ونعمهم التي أنعمها عليهم.. (وهم في غفلة معرضون) يقول: وهم في الدنيا عما الله فاعل بهم من ذلك يوم القيامة.....في سهو وغفلة.

 لذلك فالمراد بالآية: اقتراب يوم القيامة، وإذا اقترب فقد اقترب كل ما يكون فيه من الحساب، والثواب، والعقاب وغير ذلك. وهذه الآية نحو قوله تعالى: واقترب الوعد الحق {الأنبياء:97}،   و "اقتربت الساعة.  {القمر:1}. وأخبر عنه بالقرب؛ لأن كل آت قريب.
ولم نقف على من قال منهم إنها في سؤال القبر.. ولا شك أنه أقرب، وأنه يكون بعد الدفن مباشرة؛ ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، حتى إنه يسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان، فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ -لمحمد- فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة، فيراهما، ويفسح له في قبره سبعون ذراعا، ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون. وأما الكافر أو المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات