معنى قوله تعالى: "مد الظل" ووجه تأويلها العلمي

0 411

السؤال

هل يوجد تفسير علمي للآية الكريمة رقم (45) من سورة الفرقان: وهو الذي مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله تعالى يقول: ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا* ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا [الفرقان:45-46].

قال القرطبي: قال الحسن وقتاده وغيرهما: مد الظل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وقيل من غيوبة الشمس إلى طلوعها، والأول أصح.... ولو شاء لجعله ساكنا: أي دائما مستقرا لا تنسخه الشمس، وقيل المعنى: لو شاء لمنع الشمس من الطلوع. ثم جعلنا الشمس عليه دليلا: أي جعلنا الشمس بنسخها الظل عند مجيئها دالة على أن الظل شيء ومعنى، لأن الأشياء تعرف بأضدادها، ولولا الشمس ما عرف الظل..... ثم قبضناه إلينا: يريد ذلك الظل الممدود.. قبضا يسيرا أي: يسير قبضه علينا.... فالظل مكثه في هذا الجو بمقدار طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإذا طلعت الشمس صار الظل مقبوضا.... وقيل يسيرا أي سريعا قاله الضحاك، وقال قتادة: خفيا. أي إذا غابت الشمس قبض الظل قبضا خفيفا كلما قبض جزء منه جعل مكانه جزء من الظلمة وليس يزول دفعة واحدة...... انتهى

هذا التفسير العلمي الشرعي للآية، أما الإعجاز العلمي الواقعي للآية، فقد ذكر طائفة من المتخصصين بالإعجاز أن في هذه الآية دليلا على دوران الأرض، لأنها لو كانت ثابتة لسكن الظل، ولم يتغير طولا أو قصرا، كما تشير الآية إلى دور ضوء الشمس كمؤشر للظل نظرا لاختلاف نفاذية الضوء خلال الأوساط المادية المختلفة ولاختلاف الموقع الظاهري للشمس خلال النهار بسبب دوران الأرض حول نفسها بمعدل يؤدي إلى نسخ الظل تدريجيا بمقدار يتناسب مع مرور الزمن وليس دفعة واحدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات