السؤال
سؤالي عن مقطع قرأته في كتاب: لوامع الأنوار البهية، وسواطع الأسرار الأثرية، للإمام السفاريني، وأود أن أعرف من فضيلتكم عن عبارة فيه أهي كلام الشيخ واعتقاده، أم هو ينقل كلام الأشاعرة؟
المقطع من الكتاب، قال المؤلف: قلت: ذكر جماعة من محققي الأشعرية كالسعد التفتازاني، والجلال الدواني، وشرح جواهر العضد لتلميذه الكرماني: أنه لا نزاع بين الأشاعرة وبين المعتزلة في تسمية الله تعالى متكلما، بمعنى أنه يوجد الأصوات والحروف في الغير، وهو اللوح المحفوظ، أو جبريل، أو النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما النزاع أن المعتزلة لم يثبتوا غير هذه الأصوات والحروف الموجدة في الغير معنى قائما بذات الباري، قالوا: ونحن - يعني معاشر الأشاعرة - نثبته. انتهى كلامه(الجزء الأول صفحة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الكلام نقله السفاريني ليبين أن حاصل مذهب الأشعرية في صفة الكلام، موافق لمذهب المعتزلة. وأما اعتقاده هو ـ رحمه الله ـ فبينه في المتن، وفي شرحه.
فقال في المتن (الدرة المضية):
وأن ما جاء مع جبريل ... من محكم القرآن والتنزيل.
كلامه سبحانه قديم ... أعيى الورى بالنص يا عليم.
وقال في الشرح (لوامع الأنوار):مذهب السلف الصالح، وأئمة أهل الأثر هو ما أشير إليه بقوله: .. اهـ.
ثم شرح الأبيات السابقة من المتن. ونقل فيه من كتاب (الفصول في الأصول) للكرخي بإسناده عن أبي حامد الإسفرايني قال: مذهبي، ومذهب الشافعي، وفقهاء الأمصار، أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر .. وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا وفيما بين الدفتين، وما في صدورنا مسموعا، ومكتوبا، ومحفوظا، ومقروء، وكل حرف منه كالباء والتاء كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، عليه لعائن الله، والملائكة، والناس أجمعين .. اهـ.
ونقل بعد ذلك كلام أهل العلم الذي يثبت مذهب السلف كالموفق في كتابه (البرهان في حقيقة القرآن)، وشيخ الإسلام ابن تيمية في قاعدته في بيان أن القرآن كلام الله تعالى.
ثم إنه لما نقل مذهب الأشاعرة الموافق لمذهب المعتزلة أعقبه بالرد عليه، وبيان حقيقته، وأنه قول الجهمية.
والله أعلم.