العلاقات بين الجنسين الأجنبيين.. الداء والدواء

0 180

السؤال

زميلتي في العمل تتكلم مع شخص مسيحي غير مسلم وأشعر أنها تحبه، ولكنني لا أعلم هل هي علاقة زمالة فقط؟ أم حب قلبي؟ أم شهوة جنسية؟ أم أنها تظن أنها بتعاملها الطيب وابتسامتها الرقيقة بذلك تدعو إلى دين الإسلام؟ أم كل هذا؟ وفي كل الحالات فأنا شخص مسلم أشعر بغيرة على ديني وخصوصا على فتيات الإسلام، حاولت أن أقوم بالتلميح لها بأن هذا لا يليق بأي مسلمة حتى لو كانت فاسقة، فهي لا ترضى بشخص يكون على غير دينها حتى لو كان في الحرام، ولكنها لم تستجب لي فحاولت أن أقوم لها بالتلميح بأن هناك الكثير من
الشباب المسلمين الذين يريدون التعفف وأنهم لا يكرهون الحب الذي يقرب من الله سبحانه وتعالى، وذلك كله لكي تبتعد عن هذا الشخص المسيحي، فبدأت تبتعد عنه بالفعل بعض الشيء تدريجيا ولكنني أشعر أنها تعلقت بي ،علما بأنني لا أحبها ولا أكرهها، فهل ما فعلته صحيح من بداية ما ذكرته إلى نهايته؟ وإن اكتشفت بعد ذلك بأنني أحبها، فماذا أفعل؟ وهل يصدق علي المثل الذي يقول: خيرا تعمل شرا تلقى؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلنا على ما ذكرته خمس ملاحظات:‏
‏1ـ لا علاقة تسمى: حبا يقرب من الله ـ بين الشاب المسلم والفتاة الأجنبية عنه بغير زواج، فهذا من تلبيس إبليس ‏للشهوات بستار شرعي، فإن هذا الحب بين زملاء العمل غالبا ما يتولد بسبب الاختلاط غير الشرعي بين الجنسين في العمل، وتبعاته المحرمة لا تقف عند النظرة الخائنة والكلمة الخاضعة، بل لا يتناهى دون الفواحش الموبقة، وقد قال الله تعالى: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا {الإسراء:32}.

فلم يقتصر النهي عن مطلق الزنا، وإنما جاء عن اقترابه، وقال جل وعلا محذرا من خطوات الشيطان: يا أيها ‏الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ‏ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم {النور:21}.

وقال النبي صلى الله عليه ‏وسلم: العينان تزنيان، والرجلان تزنيان، والفرج يزني. رواه أحمد، ‏وصححه الألباني.

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ‏‏الإثم حواز القلوب، وما من ‏نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع. كما في صحيح ترغيب المنذري.

وراجع الفتوى رقم: 5707

‏2ـ العلاقات بين الرجال والنساء خارج إطار الزواج محرمة سواء كان أحد طرفيها نصرانيا أو لم يكن، نعم قد تكمن ‏الخطورة في اعتبارات أخرى كتنصر الفتاة أو زواجها من نصراني، أما نفس العلاقة: فالحرام هو الحرام، والغيرة الشرعية الصحيحة هي الغيرة على محارم الله أن ‏تنتهك سواء كان الطرف الآخر للعلاقة مسلما أو كافرا.‏
‏3ـ ما طرحته للفتاة كبديل عن علاقتها بالنصراني تبين أنه لا يصلح بديلا، لأن الحرام هو الحرام، والحل الشرعي لهذه ‏المشكلة هو التزامك أنت والتزامها هي بالضوابط الشرعية للاختلاط، والتزامها بضوابط عمل المرأة في الإسلام، وينظر في ‏أخطار الاختلاط وضوابط عمل المرأة الفتاوى التالية أرقامها: ‏3539‏، ‏3859‏، ‏7550‏.‏
‏4ـ التعفف لا يكون من خلال حب غير الزوجة، بل من خلال الزواج، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعوديا معشر الشباب؛ من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري.

والحب الحقيقي إنما يتولد بعد الزواج، ‏والحب السابق للزواج كثيرا ما يتسبب في فشل الزواج، أو يوقع في المنكرات إن لم يتم الزواج، وانظر الرؤية الشرعية في ‏الحب قبل الزواج في الفتوى رقم: 33115.‏
‏5ـ إذا رأيت منكرا فعليك أن تراعي الضوابط الشرعية في إنكار المنكر، فمن ذلك أن تكون فقيها فيما تنكره، لئلا ‏تنكر المنكر بحجة منكرة كما وقع لك، وأن لا يؤدي الإنكار إلى منكر آخر قد يكون أعظم مفسدة من الأول، وألا تعرض ‏نفسك للفتنة بتغيير المنكر، فإن الإنكار واجب كفائي ووسائله متعددة وصيانة نفسك من الفتنة واجب عيني، وانظر في ‏ضوابط إنكار المنكر الفتاوى التالية أرقامها: ‏214936‏، 130218، 184933، ‏197429‏.‏

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة