السؤال
فتاة لا أعرفها، تتصل بي على هاتفي المحمول، في بعض الأوقات، وأحيانا قبل الفجر، وتقول لي: أنا سوف أصلي الفجر، وأشعر أنها تريد أن تتحدث معي، وكأنها تبحث عن عريس.
فماذا أفعل هل أتحدث معها أم لا؟
أرجو التوضيح.
فتاة لا أعرفها، تتصل بي على هاتفي المحمول، في بعض الأوقات، وأحيانا قبل الفجر، وتقول لي: أنا سوف أصلي الفجر، وأشعر أنها تريد أن تتحدث معي، وكأنها تبحث عن عريس.
فماذا أفعل هل أتحدث معها أم لا؟
أرجو التوضيح.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاتصال الفتاة الأجنبية برجل لا يعرفها، لغير حاجة - لا سيما في هذه الأوقات التي ذكرتها - مظنة للريبة؛ وقد قال عليه السلام: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه الترمذي والنسائي.
والكلام معها لا يشرع إلا لحاجة، مع أمن الفتنة؛ فقد بوب البخاري في صحيحه بابا فقال: باب تسليم الرجال على النساء، والنساء على الرجال.
قال الحافظ في (الفتح): والمراد بجوازه أن يكون عند أمن الفتنة. اهـ.
وقال العلامة الخادمي رحمه الله في ( بريقة محمودية ): التكلم مع الشابة الأجنبية، لا يجوز بلا حاجة؛ لأنه مظنة الفتنة. اهـ.
فإذا خشيت من حديثك معها الفتنة، فاقطع صلاتك بها، فالسلامة لا يعدلها شيء؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء. متفق عليه. وقال عليه الصلاة والسلام: والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس. رواه مسلم.
وفتنة النساء لا تقتصر على النظر بل القلب يفتن بالصوت أحيانا؛ ولذلك قال تعالى: يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا {الأحزاب:32}.
وقال بشار بن برد في مغنيته:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا
فأسمعيني صوتا مطربا هزجا يزيد صبا محبا فيك أشجانا
وإن رغبت في نكاحها، وكنت مستعدا للزواج ماديا وبدنيا، فسلها عن أوليائها، واقطع صلتك المباشرة بها، ثم تحر عنها، فإن رأيتها صالحة لك، فاخطبها إلى أوليائها، وهي لا تزال أجنبية عنك حتى تعقد عليها.
وللوقوف على ضوابط الكلام مع الأجنبية تنظر الفتاوى أرقام: 12562، 3672، 30792.
والله أعلم.