مشروعية التخطيط للمشاريع المستقبلية مع التوكل

0 205

السؤال

درست وضع استراتيجيات للمؤسسات حيث نقوم بوضع خطة طويلة المدى للمؤسسات بعضها لخمس سنوات وبعضها قد تكون لعشر سنوات ورغم أن المؤسسة لن تمشي على هذه الخطة 100% نظرا للمتغيرات التي تحدث حولها، لكن هذه الخطة تساعد المؤسسة على العمل بنهج واضح ومحدد للوصول إلى أهدافها، وحسب الدراسات، فإن المؤسسات التي تضع استراتيجيات لها فرصة للنجاح أكثر بكثير من التي لا تضعها، قررت أن أضع خطة طويلة المدى لنفسي، لأنني بصراحة كنت أريد تحقيق العديد من الأشياء ولم أوفق، حيث صممت جدولا يمتد لعشر سنوات وفي كل سنة الأهداف التي أريد تحقيقها، وأضع في بداية كل سنة برنامجا لتحقيق كل هدف، حيث وضعت مثلا في كل سنة جزءا معينا أحفظه من القرآن لإتمام حفظه في عشر سنوات، وعلى هذا المنوال عدة أهداف في ديني ودنياي، مع علمي أن كل شيء بقضاء الله وقدره وأن ما كتبه لي سيحصل وليس ما أريد، فقد أحقق هدفا قبل الموعد الذي خططت له وقد لا يتحقق، وأن هذه الخطة فقط لتنظيم نفسي، وقد لمست شخصيا فائدتها، فما حكم وضع الإنسان مثل هذه الخطط لنفسه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحكم هذه الخطط يكون بحسب أهدافها، فالأهداف المشروعة يكون التخطيط لها مشروعا، والمستحبة يكون مستحبا، فهي من جملة الأسباب التي لا ينافي الأخذ بها حقيقة التوكل والإيمان بالقضاء والقدر، وسنة الله جارية في إعمال الأسباب مع التوكل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم.

وراجع الفتوى رقم: 68791.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات